ليلة عيد الحب- خليل إبراهيم المتبولي
مركز أبناء البلد لحق العودة
2017-03-03

بعد وقت ليس بالطويل ولا القصير ، صرختُ به عبر الهاتف ، ما بك يا صديقي ؟! ألم تشعر بأنك تنبش بالماضي ، وتتحدث بقضايا مرّ عليها الزمن ، قل بصراحة ما بك ؟ وهل هناك قضية ما تشغل بالك ؟ فكان رده أنّ عيد الحب غداً ، فقلت له نعم ، وماذا تريد منّي ؟ أنا سأحتفل به مع عائلتي ، وأنت أصبحت في هذا العمر ولن تؤسس عائلة ، كل سنة تعرّفني على إحداهن وبعد مدة تخبرني بأنك انفصلت ، ولا تستطيع أن تكمل معها ، فما الجديد السنة ؟ فيأتيني ردّه صادماً ، بأنه يريد أن يعلن نفسه شاعراً ، وأنّه يريد أن يسمعني قطعة كتبها بمناسبة عيد الحب وراح يسمعني إياها ، وأنا في حالة ذهول ...
عانق قلبي الحياة
رسم للصمت ظلال عشقٍ
تصالح مع الفرح
وفاح منه عبير الأمل
سأل عن أنين البكاء
في حضرة الروح
بحث في زوايا الحياة
عن ارتوائه
من مَعين الغرام
وراح يبحث
عن إشراقة شمس جديدة
تحيط جدار الجسد
الذي ذاب عند حدوده
حريقُ نسائم العشق
ومع ألحان الصباح
سامر الجمال
ونظم نشيداً
يحمل ألحان العشّاق ..
صمت ، ولم أعد أسمع صوته ، فترددت ماذا أقول له ، أردتُ أن أسأله أين الشاعر الذي تتحدث عنه ، وأين الشعر ؟ لكن قلبي لم يطاوعني ، وفكّرتُ قليلاً ، وقلت في نفسي إنّ ما أسمعني إياه يعبّر عن مشاعره ، وقد عبّر عنها بهذه الطريقة ولا يجوز لي أن أصدّه وأصدمه ، فسألته إن كان عاشقاً ، فكان متردداً في إجابته بين النعم واللا ، فصرختُ به بأعلى صوتي نعم نعم أنت عاشق ، والفتاة التي كتبت لها هذه الكلمات فكّر بها جيداً واذهب وادعوها لسهرة عيد العشاق ، ولا تتصل بي إلا وأنت مرتبط بها ... وأقفلتُ الخط