ردا على الطرد: عرب الجهالين في الخان الأحمر مستعدون للمواجهة بصلابة
الفلسطينية
2018-06-14

فمؤخرًا قررت حكومة العدو تهجير 181 شخصًا من الخان الأحمر عبر النقل القسري من قريتهم التي أصبحت تواجه هدمًا وشيكًا إلى منطقة جديدة بجانب مكب للنفايات السامة قريبًا من العيزرية بعد رفض محكمة العدو العليا كل الالتماسات التي تقدموا بها.
وحتى كتابة هذا النص ما يزال سكان الخان الأحمر يعارضون بشدة قرار المحكمة العليا ويعلنون تمسكهم بأرضهم حتى لو قامت الجرافات الصهيونية بهدم منازلهم والمدرسة التي تخدم أطفالهم وأطفالاً من قرى مجاورة.
والمستقبل لأهالي الخان الأحمر يبدو غامضًا ومشوشًا ويعلنون صراحة أنه إذا أتى الجيش غدًا للهدم فستندلع مواجهة لن يكون مهمًا فيها من يخسر ومن يربح، المهم هو أنهم لن يستسلموا. وفي حالة إصرارهم على البقاء قد يعلن جيش الاحتلال المنطقة عسكرية مغلقة، ويقوم باعتقالهم وقمعهم بالقوة وسقوط ضحايا احتمال كبير في مثل هذا الإجراء.
يدرك عرب الجهالين أنهم يطردون إلى اللاشيء، فالحكومة الصهيونية تجاهلت التزامها بتوفير مكان عيش ملائم ومزود بالبنية التحتية ولا يوجد لهم مساكن مؤقتة كما تفعل مع المستوطنين الذين يرحلون من بؤر استيطانية عشوائية رغم أن هؤلاء الناس يتمك طردهم من أرضهم للمرة الثالثة.
وهذه المعركة القانونية بين سكان الخان الأحمر والحكومات الصهيونية مستمرة منذ عقد تقريبًا، وأصبح الموقع معروفًا دوليًا حيث يعارض المجتمع الدولي وخصوصًا الاتحاد الأوربي إجراءات التهجير التي تعتبر جزءًا من سعي الكيان الصهيوني لتفريغ المنطقة (ج) من الفلسطينيين لتسهيل ضمها واستيطانها.
صمود سكان الخان الأحمر هو صل جديد من تاريخ عشيرة الجهالين البدوية الفلسطينية الممتد عبر سبعين عامًا من طردهم من ديارهم الأصلية حيث بالقرب من الخان الأحمر هناك قرية صغيرة تضم 1500 من عرب الجهالين الذين طردوا عدة مرات من قراهم السابقة على مدى العقدين الماضيين وهؤلاء أيضًا قد تقرر حكومة العدو طردهم لإفساح المجال لنمو مستوطنة معاليه أدوميم والسيطرة على المنطقة كلها وخلق تواصل استيطاني مع مستوطنات شرقي القدس المحتلة.
قبل نكبة فلسطين وتأسيس الكيان الصهيوني عاش عرب الجهالين في منطقة تل عراد في النقب وبعد الحرب أجبرهم جيش العدو على الخروج من قراهم إلى الضفة الغربية حيث استقروا في التلال الصخرية الوردية لما يعرف اليوم باسم "ميشور أدوميم"، وعندما احتل الكيان الصهيوني الضفة الغربية عام 1967، وجد الجهالين أنفسهم مرة أخرى تحت رحمة جيش الاحتلال، الذي اعتبرهم عقبة في وجه الاستيطان وابتداء من عام 1997، قامت "إسرائيل" بهدم ثلاثة من قراهم ونقلهم قسريًا إلى البلدة الحالية، وأجبرتهم على العيش في حاويات شحن فولاذية لثلاث سنوات أدانته الأمم المتحدة.
وعملية النقل القسري ليست مجرد طرد، بل تدمير منهجي لطريقة العيش وسبل الحياة التي تعتمد أصلاً على الرعي التقليدي في صحراء القدس حيث تدمر "إسرائيل" كل فرصهم بالاستمرار وكسب العيش عبر التضييق والمصادرة والمناطق العسكرية، وقد دان مسؤولون بالأمم المتحدة خطة الهدم الوحشية وحذر مدير عمليات الأنروا في الضفة الغربية، سكوت أندرسون "أن خطة الحكومة الإسرائيلية، إذا تمت ستكون انتهاكًا خطيرًا لاتفاقية جنيف." ورغم كل التعسف والقهر والتنكيل ما يزال سكان الخان الأحمر مستعدون للمقاومة والصمود ويصرون على الوقوف بصلابة أمام جرافات الجيش المحتل.