اليرموك والحجر الأسود داعش مستسلماً وراحلاً بعد دمار كبير
المخيمات
2018-05-21

المنظر العام الآن لمخيم اليرموك والذي يبدو من دمشق وبخاصة من جبل قاسيون يشبه كتلاً كبيرة محترقة يجللها الدخان الأسود وهو ما ينتج عن إحراق داعش لوثائقه ومقاره، كما وردت أنباء عن إحراق عدة مبان منها مدرسة للأونروا ومكاتب للفصائل الفلسطينية لم يكن داعش يتواجد بداخلها حتى، وهو ما يعني استكمال تخريب المرافق وتدمير ما أمكن ، في الوقت ذاته يخرج عناصره من المخيم والحجر الأسود وقد شوهدت قوافل الباصات الخضراء من قبل العديد من المواطنين تخرج من جهة حي الزاهرة المتاخم للمخيم، ومن محاور أخرى مختلفة.
الجيش يمشط الآن قلب الحجر الأسود ومخيم اليرموك تحسباً لوجود عبوات مفخخة أو ألغام، وهو يدخل متتابعاً مستلماً المناطق المحررة ومتفقداً الأمكنة من النواحي الأمنية.
وقد أكدت " وكالة أعماق" التابعة لتنظيم داعش الإرهابي وصول دفعة من عناصرها إلى البادية السورية قرب تدمر، وأضافت الوكالة بأن عناصرها وصلوا فجر اليوم 21/5/2018 إلى البادية.
الدولة السورية اتبعت هذه المرة على ما يبدو منهجية إخراج الدواعش من عدة محاور وبالتزامن في ذات التوقيت، فيما يوحي ذلك بتحقيق سرعة وجذرية وتأكيدية في خروجهم، بينما بدأ الجيش والفصائل الفلسطينية باستلام وتأمين المناطق المحررة.
وقال أمس عضو لجنة المصالحة الشيخ العمري إن مخيم اليرموك على وشك أن يعود " حارة حارة"، بينما صرح أنور عبد الهادي مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية بأن المخيم بحاجة لإعادة إعمار وهو ما يتطلب وقتاً كي يعود أهله إليه ،وأن الدولة السورية مهتمة وستقوم بذلك.وأضاف عبد الهادي بأن الدولة السورية" بمؤسساتها كافة هي من سيتولى أمر مخيم اليرموك وإدارته عقب تطهيره من الإرهاب مثل أية منطقة أو بقعة سورية أخرى، وإن دور الفصائل الفلسطينية كان المشاركة في طرد الإرهاب إلى جانب الجيش العربي السوري".
ومن المتوقع أن يدخل محافظ دمشق ومسؤولين حكوميين قريباً - كما جرت العادة- إلى المناطق المحررة لإعلانها حرة بلا إرهاب وإرهابيين ، وهذه الكتلة تضم الحجر الأسود ومخيم اليرموك وجزءاً من حي التضامن، وهو ما يعني خلو دمشق ومحيطها من الإرهاب، فيما يستبشر أهالي العاصمة دمشق خيراً من ذلك،باعتباره ينهي ملف قصف المارة والأحياء السكنية في قلب دمشق، وهو الأمر الذي دأبت عليه مختلف عناوين المسلحين سواء من الغوطة الشرقية أو الغربية أو جنوب العاصمة، كما يعني وصل شمال دمشق وشرقها وغربها وجنوبها ببعضه جغرافياً دونما حواجز.
كان داعش قد قام باحتلال اليرموك في الأول من نيسان عام 2015 قادماً من منطقة الحجر الأسود ومقلصاً تباعاً مساحة تواجد جبهة النصرة الإرهابية وحلفاءها حيث تنافس التنظيمان على مهمة تدمير اليرموك والتنكيل بسكانه ومنع الرموز وحتى الأعلام الفلسطينية واستهداف المتبقين تحت حرابهم والتنكيل بهم بحجج عدة منها الكفر وسب الذات الإلهية، كما تم فرض الصلاة قسراً وفرض مناهج تعليم خاصة بهم أفشلها وعي الفلسطينيين ومقاومتهم الهادئة له، وتم التحريض على كافة القوى الفلسطينية وتراثها ومقاومتها وشهدائها، وبث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد الفلسطيني والسوري.
مسيرة سيطرة الإرهاب على مخيم اليرموك بدأت منذ العام 2012 وهددت حياة وأمن المواطنين السوريين والفلسطينيين وبثت دعايات ومناهج صهيونية مغطاة بعباءة إسلامية، كما أعدم الطرفان بالتناوب العشرات من المواطنين الذين قاوموا أو رفضوا المناهج المشبوهة كان آخرهم عماد عرابي" فلسطيني من صفد" الشاب الذي أعدمه داعش لتناوله "الذات الإلهية" في حين أنه حوكم وسجن وأعدم بسبب عبارة قالها:" إله اليهود ليس الله تعالى، ربهم يهوة اللعين وليس الله عز وجل"، ولم يترك داعش حتى مقابر شهداء الثورة الفلسطينية التي خربها ونبشها وحطم شواهدها الرخامية، ومكاتب الفصائل والمكتبات والنوادي، ومنع كل رمز فلسطيني من الظهور تحت طائلة الاتهام بالكفر!!.
الآن في هذه اللحظات ينظر عشرات الآلاف من السوريين والفلسطينيين إلى بيوتهم بحزن مختلط بفرحتهم بالخلاص من مجموعات لم يكن همها سوى تنفيذ أجندات ممولين خارجيين من بينهم بكل تأكيد العدو الصهيوني.