نصار ابراهيم:المجد لذكرى أجمل "المجانين"!
الفلسطينية
2020-10-10

9 تشرين أول 1967 ذكرى استشهاد القومندان تشي جيفارا
الكاتب الفلسطيني نصّار إبراهيم
يوم 8 تشرين أول/أكتوبر 1967، في أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيش البوليفي المكونة من 1500 فرد تحت إشراف (السي آي أيه) مجموعة جيفارا الغوارية المكونة من 16 مقاتلا، فقاتل جيفارا ورفاقه بضراوة 6 ساعات كاملة، وهو شيء نادر الحدوث في حرب العصابات في منطقة صخرية وعرة، تجعل حتى الاتصال بينهم شبه مستحيل. استمر "تشي" في القتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعة رغم إصابته بجروح في ساقه إلى أن دُمّرت بندقيته (م-2) ، وضاع مخزن مسدسه وهو ما يفسر وقوعه في الأسر حياً.
نُقل "تشي" إلى قرية "لاهيجيرا"، وبقي حياً لمدة 24 ساعة، ورفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه. في 9 تشرين أول 1967، في مدرسة القرية نفذ ضابط الصف "ماريو تيران" تعليمات ضابطيه: "ميجيل أيوروا" و"أندريس سيلنيش" بإطلاق النار على "تشي". دخل ماريو عليه متردداً فقال له "تشي": أطلق النار، لا تخف؛ إنك ببساطة ستقتل مجرد رجل"، لكنه تراجع، ثم عاد مرة أخرى بعد أن كرر الضابطان الأوامر له، فأخذ يطلق الرصاص من أعلى إلى أسفل تحت الخصرن حيث كانت الأوامر واضحة بعدم توجيه النيران إلى القلب أو الرأس حتى تطول فترة احتضاره، إلى أن قام رقيب ثمل بإطلاق رصاصه من مسدسه في الجانب الأيسر فأنهى حياته.
وهكذا رحل الثائر الأسطورة القومندان تشي جيفارا.
ولكن، وقبل ذلك بسنوات، أي حين كانت الثورة الكوبية مجرد فكرة، التقى تشي بفيديل كاسترو لأول مرة في المكسيك، فدار بينهما الحوار التالي:
" - كاسترو: سنقود ثورة مسلحة في كوبا، وسنطيح بحكم باتيستا!
- جيفارا: وهل لديك ما يكفي من المقاتلين والعتاد؟
- كاسترو: لسنا سوى ستة أشخاص في الوقت الحالي؛ ولكننا بدأنا بجمع المقاتلين، وسنبقيهم في المكسيك، حتى يتسنى لنا إطلاق الثورة في كوبا!
- جيفارا: هذا جنون، أنتَ مجنون يا فيديل، ولكنني معكم في هذه الثورة!
صمت يخيّم على المكان لدقيقة واحدة!
- جيفارا: ولكنني أريدكَ أن تعدني بشيء!
- كاسترو: لكَ ذلك.
- جيفارا: في حال نجاح الثورة في كوبا، هلّا وعدتني بأن تساعدني على نقل الثورة إلى بقية دول أمريكا اللاتينية؟
- كاسترو: أنتَ أكثر جنوناً مني؛ أعدكَ بذلك يا جيفارا.".
جرى هذا الحوار بين فيديل كاسترو وتشي جيفارا في المكسيك أثناء تعارفهما قبيل انطلاق الثورة الكوبية.
كم هو جميل وباسل هذا الجنون. فأسوأ الأيام حين يتخلى الثوار "المجانين" عن أحلامهم باسم الواقعية أو التكتيك أو العقلانية. لهذا يبقى الفرق شاسع بين "الثوار المجانين" والثوار"العاقلين".
لذكرى أجمل "المجانين"، القومندان تشي جيفارا ورفيق دربه فيديل كاسترو المجد.