الكاتب حسان علي: د محمدابو ناموس يقبض على جميلة في اصدار جدي
مقالات
2022-06-21

ما حملته رواية (القبض على جميلة ) من افكار ومضامين انما هو تشخيص دقيق لواقع حال الأمة وما آلت اليه الأوضاع في ظل الابتعاد عن جوهر القضية ما أدى الى التراجع والتقهقر الحاصل في مفهوم الوطنية وتفسير البعض له بما يتوافق مع مصلحته، واحتكار البعض لها وتغييب الآخر من خلال التآمر ضده والنيل منه بطرائق ووسائل شتى.
رواية القبض على جميلة من خلال سردها الشائق قادنا الى جوهر معاناتنا المتمثلة بالرضوخ والموافقة على سياسة الاملاءات التي عمل عليها البعض لتكون سمة المرحلة في مسار الحركة الثورية الفلسطينية ،اذ جعل من المناضل تابعاً للمسؤول يقول له : نعم بدون اي تردد ،حين يهمس " المعلم" ببنت شفة تكون ال" نعم" جاهزة وتحت الطلب دونما ادنى مناقشة ولا تركيز ولا تفكير بالنتيجة كي يكسب الرضى هذا هو السائد للاسف في منظومتنا (الثورية ،التحررية) ؟!! ما أفقدها دورها الذي انطلقت من أجله وهو التحرير وبالتالي تكون قد خدمت بذلك اهداف العدو وتنكرت لتضحيات الشهداء والمناضلين،وليس ابلغ مما نراه ونلمس من سرقات لنضالات الاجيال وتجييرها لمصالحهم ولتكون قالباً جاهزاً لخطاباتهم الرنانة ومحفزاً للحشود الغفيرة المحتشدة في أماكن الاحتفالات ، لقد استطاع البعض وأجاد تسلّق الوصول الى المناصب ووصل الى سدّة الكرسي بفضل مهاراته وخبراته المتراكمة ومكره وتضليله، والمتتبع لمجرى الأحداث يدرك ان أمراء وشيوخ القول والفصل كانت لهم اليد الطولى كما في الولائم والعزائم في البت والحسم في القضايا المصيرية التي تعدّت وتخطّت كل الحدود ومنها العائلية .
القبض على جميلة،تعرّي منظومة هؤلاء وفكرهم الظلامي الذي يحاولون تكريسه وفرضه كأمر واقع ويبقى المشهد المتداول والأكثر تأثيراً وايلاماً هو واقع قضيتنا وما آلت اليه وما انتابها من ويلات ونكبات أخرى من قبل هؤلاء ، اذ عصفت بنا و بها (القضية) رياح الخلافات وساد أجوائها الضباب، وأوصلها وأوصلنا إلى حضيض التعاسة والقنوط واليأس بفعل اتباع سياسات غامضة عصية على الفهم وبالتالي استحالة تنفيذها لأسباب معروفة ،وكثيرة أبرزها عدم وجود الكفاءة في التعامل مع القضايا الوطنية بسبب جنوح وقصر أفق في استشراف المستقبل والافادة وأخذ العبر المستقاة من تجربة شعبنا ومعاناته اليومية مع ما ترتكبه قوات الاحتلال من ممارسات طالت البشر والشجر والحجر ناهيك عن التآمر والخنوع والخضوع والتبعية.
(القبض على جميلة ) اصدار آخر جديد يكشف فيه الدكتور
د. محمد أبو ناموس مأساتنا ويصور فيه واقعنا المثقل والمتشظي الذي أوصلنا لقاع الهاوية.
ليلة القبض على جميلة كشفت وأظهرت لنا طرائق الخداع والتضليل وهشاشة وسذاجة هؤلاء المتنفذين واستسلامهم وهزائمهم وتآمرهم ومراوغتهم..
*الرواية تحتاج لقراءات ووقفات لما تحمله من مضامين وأفكار جريئة ،وحلول اذا ما توافرت النوايا في اعادة الأمور الى جادة الحق والصواب