ذاكرة التاريخ /الشهيد صائب سويد بطل عملية مطار اللد
الفلسطينية
2021-07-02

أثناء الهجوم على معسكر إسرائيلي مكلف بحماية مطار اللد.
----------------------------------------------------------------
أنا ان سقطت على التراب مسربلا بك ياجراحي وتدفقت مني الدماء ومال في جنبي سلاحي
هذا طريقي بالكفاح فيا اخي اكمل اكمل كفاحي
بعد جلو غبار المعركة التي جندلت بها و الرفاق عشرات الجند من حامية مطار اللد و مع خيوط الشمس الاولى التي ادت التحية لروح البطولة و الفداء و الاستشهاد ، ركزوا رفاتك على غطاء محرك الجيب العسكري ، و طفق جند صهيون يتحرون و يسألون أهالي القرى المحيطة ان كان احد يعلم الى اي بلد ام عائلة تنتسب . لم يخطر ببالهم ابدا ان العشق وحده كان نبراسك و أن الفداء خطك و نهجك و ان فلسطين هي المنارة الساطعة في الافق حيث أخذك الطريق من دمشق العرب اليها ، ناهبا الفيافي و الوهاد و التلال و الجبال حيث لا شيء يعيق درب الحبيب للحبيبة برغم الوعورة و الألغام و الكمائن و الاسلاك و حيث الموت و الحتف يترصد عند كل مهبط و سفح .
سأل الجند و تحروا و ما كلوا : لمن هذا القتيل ؟ و ما عرفوك .. كل ما عرفوه في تلك الليلة ان ثمة عشاقا يسيرون الى الشهادة و كل ما فعلوه انهم صمتوا ليطربوا على رجع صدى رصاصك الذي تردد في الآفاق وانهم اطفأوا مصابيح منازلهم حينما أضأت مصباحك الكشاف في عيون جند صهيون لتغطي انسحاب الرفاق بعد نفاد الرصاص، و كانت يدك الثانية تمسك بالرشاش الذي ما انفك يصوب على الرؤوس و الصدور التي راحت تخر امام فداءك يا ابن الارض .
اربعة و خمسون عاما و لا زال ثرى نعلين يحتضن رفاتك ايها الصائب الفدائي العاشق .
اربعة و خمسون عاما و لا زال رجع صدى رصاص رشاشك يتردد في بطاح اللد يا ابن صفد و بطل اللد .
اربعة و خمسون عاما و لا زال شعاع مصباحك الكشاف يشير الى حيث رؤوس و صدور الغاصبين بالرغم من الذين ضيعونا و أضاعوا الطريق .
اربعة و خمسون عاما و لازلت شهيد وحدة قوى الفداء ، بالرغم من الذي شحذ سكاكين الانقسام و التفريخ و التقسيم .
اربعة و خمسون عاما و مازال دمك طريا و ترابك نديا بالرغم ممن هدروا و تاجروا و باعوا الدماء .
اربعة و خمسون عاما و لا زلت رمزا و عزا و فخرا نباهي بك و شهيدنا الذي نرفع الرؤوس به عاليا . و نصون لك العهد على فلسطين .. كل فلسطين .
بقلم صائب عاطف سويد ابن اخ الشهيد