غازي الصوراني _كلمة مختصرة بمناسبة 29 عام على توقيع اتفاق اوسلو .
مقالات
2022-09-23

كارثة أوسلو والحلول الصهيونية:
المساومات السياسية التي تلت أوسلو باعتباره انتقالي حولته الى نص دائم وانتقائي ، ولم يستخدمه العدو إلا لمزيد من خلق الوقائع وتقادم الأمر الواقع ، كي تتحول المرحلية إلى نهائية في الأذهان، وتصبح الأجزاء المرحلية هي انجازات موهومه لدى أصحاب هذا الخيار. والاهم من كل هذا ان العدو بات في موقع إعادة رسم معالم الصراع ، بإيجاد الحل النهائي له وفق رؤيته .. بانتوستانات ومعازل وجدار ومستوطنات على كل الأرض الفلسطينية التاريخية، كما هو حالنا اليوم في ظل تهافت النظام العربي للتطبيع والاعتراف بالدولة الصهيونية.
الحل الصهيوني إذن ، هو الدولة الصهيونية على كامل الأرض الفلسطينية، تكون الكانتونات الفلسطينية في التجمعات الكبرى عبارة عن حكم محلي معزول أو حكم ذاتي شكلاني موسع يمكن أن يطلق عليه صفة "دولة" ، ولكن لا حق وطني جامع له ، بل كانتونات يتم تغذيتها بمخدر اغاثي عبر منظماتNGO.s تحت مسمى "التنمية المستدامة والجندر والحكم الصالح والاغاثات الزراعية والصحية" ، وما أطلق عليه البنك الدولي والولايات المتحدة وحكومات العدو الإسرائيلي بالسلام الاقتصادي، حيث يتحول البحث عن الغذاء كغاية، وعن غاية البقاء الإنساني عند اللاجئين في مخيمات المنافي وبإعادة تأهيلها وليس عودتهم .
وبالتالي فإن تأثير اتفاق أوسلو للعام 1993 يتجاوز حدود العلاقة الصراعية بين الشعب الفلسطيني والمشروع الصهيوني فوق وطنه، ليطال مجمل النظام والحقل السياسيين ناهيك عن البنية الاجتماعية الفلسطينية على تنوع مركباتها وتجلياتها.
إن من البداهة بمكان أن نتائج أوسلو وآثاره، طالت الحقل والنظام السياسيين وتركيبتيهما، وطالت بتأثيراتها أيضاً الهوية الفلسطينية باتجاه تفككها كما هو الحال في ظل الانقسام الكارثي الذي تكرس منذ 14 عاما وكان ومايزال مكسبا صافيا للعدو الصهيوني بسبب تهافت وعجز كافة الفصائل والقوى السياسية والمجتمعية الفلسطينية عن انهاؤه وتحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية التعددية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا بما سيوفر عوامل الصمود وتفعيل المقاومة الشعبية والكفاحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عموماً وفي الضفة الغربية خصوصاً باعتبارها ساحة الصراع السياسي والتناحري الرئيسيه ضد العدو الصهيوني.