الجبهة الشعبيّة في كوبا تُحيي ذكرى الانطلاقة 54 بحفل سياسي مهيب
الفلسطينية
2021-12-18

وحضر الاحتفال كل من الرفاق ممثلي قسم العلاقات الدولية باللجنة المركزيّة للحزب الشيوعي الكوبي - فرع أفريقيا والشرق الأوسط، والمعهد الكوبي للصداقة مع الشعوب والجمعية الكوبيّة للأمم المتحدة والاتحاد الوطني للقضاة والمحاميين الكوبي، والبرلمان الكوبي/ قسم فلسطين، ومجلس إدارة الاتحاد العربي الكوبي واتحاد الطلبة الجامعيين FEU، وعن السلك الدبلوماسي ممثلين عن سفارة سوريا والجزائر وفلسطين، بالإضافة إلى ممثلين عن حركات التضامن الأممية الرفيقة "غراسيلا راميرز" عن اللجنة الأممية للسلام والعدالة والكرامة للشعوب، وممثلي الأحزاب السياسية الفلسطينيّة ماجد أبو الهوا عن فتح، وبشار رجا عن فدا، ومحمد المصري عن حزب الشعب، ومحمد أبو سرور عن الجبهة الديمقراطية، والعديد من الطلبة الفلسطينيين والجنسيات الأخرى.
واستُهِلَت الافتتاحية بعزف النشيدين الوطنيين الكوبي والفلسطيني وترحيب الاتحاد العربي المستضيف لهذه الاحتفالية بكلمة ألقتها نائبة رئيس الاتحاد والتي رحبت فيها بالحضور في بيتهم الجامع، وأكَّدت في كلمتها على التضامن الفلسطيني الكوبي وحيّت الجبهة الشعبيّة بكافة كوادرها ومناضليها في ذكرى انطلاقتها الرابعة والخمسين.
ومن ثم ألقى سفير فلسطين في كوبا أكرم سمحان كلمة هنأ فيها الجبهة الشعبيّة بذكرى انطلاقتها وحيّا كافة كوادرها وعلى رأسهم الأمين العام الرفيق الأسير أحمد سعدات المختطف في سجون الاحتلال الصهيوني، وأكّد على أنّ الجبهة الشعبيّة هي أحد أهم مكونات منظمة التحرير الفلسطيني وصمام أمان على امتداد تاريخها النضالي لوحدة هذا الشعب، مؤكدًا على أنّ انطلاقة الجبهة الشعبيّة من رحم هزيمة حزيران عام 1967 كان بمثابة الرد على هذه الهزيمة وباعثة للروح القتالية والنضالية للشعب الفلسطيني.
وفي سياق آخر أكّد سمحان على "ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينيّة وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية كسبيل وخيار استراتيجي أوحد للتصدي للاحتلال ومشاريع الاحتلال الرامية لتصفية القضية الفلسطينيّة".
وعلى صعيد آخر، ألقت الرفيقة "غراسيلا راميرز" كلمة عن اللجنة الأممية للسلام والعدالة والكرامة للشعوب أكّدت فيها على "التضامن الغير مشروط مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة"، وحيت الجبهة الشعبيّة في ذكرى انطلاقتها وأكّدت على "أهمية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينيّة"، ووجهت تحيّة كبيرة للرفيق القائد أحمد سعدات والرفيقة ليلى خالد التي التقتها في مناسبة وزيارة سابقة لكوبا ولمناضلي الجبهة مؤكدةً أنّ "هذا الحزب والشعب هو مدرسة لتخريج الأبطال والمقاتلين لأجل الحرية"، وأكدت على أنّ "ممارسات الاحتلال الصهيوني الفاشية هي صورة طبق الأصل لممارسات القوى الرجعية القمعية في أمريكا اللاتينية المدعومة من الإمبريالية الأمريكية ضد شعوب هذه القارة والعالم".
وكررت تحيتها للجبهة والشعب الفلسطيني مؤكدة على أنّها "حين تتحدث إلى ممثل الجبهة الشعبية في كوبا تشعر وكأنها تتحدث إلى الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني وكفاحه ولا يوجد هنالك تفرقة بيننا فأنتم أبناؤنا والقضية الفلسطينيّة ليست قضية عربيّة اقليمية فحسب بل هي قضية أمميّة وقضية كل الشرفاء في هذا العالم".
كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ألقاها ممثل الجبهة في كوبا استهلها بالترحيب بالحضور والقوى والشخصيات ومعبراً عن فخر الشعب الفلسطيني بكافة القوى المساندة والداعمة لهذه القضية المركزية في العالم وتأكيده على دعم الشعب الفلسطيني لنضالات الشعوب ضد الإمبريالية العالمية وقال: ""تحية ثورية وبعد.. نشكر حضوركم للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الـ54 لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. الحادي عشر من ديسمبر في كل عام نحتفل معكم بذكرى انطلاقة جبهتنا، التي وُلدت كطائر الفينيق من رحم الهزيمة لنؤكد للعالم أن شعبنا الفلسطينيّ وُجد ليبقى، أربعة وخمسون عامًا من الصمود والكفاح في وجه المُحتل الصهيوني، والكفاح من أجل الاستقلال وطرد المُحتل وعودة اللاجئين إلى قُراهم التي هجروا منها، وحق تقرير المصير، الجبهة التي حملت دومًا راية العمال والكادحين الفقراء والمثقفين المشتبكين".
وأردف قائلاً: "اليوم ونحن بصدد عقد مؤتمرنا الثامن من أجل ضخ دماء جديدة، نؤكد أنه بعد أربعة وخمسين عامًا من الكفاح والنضال قدمت الجبهة الشعبية خلالها آلاف الشهداء والأسرى على طريق الحرية والعودة والاستقلال، الجبهة الشعبية كانت ولا تزال قرار حر وارادة قوية لا تنكسر، حيث نؤكد على خيار المقاومة والكفاح المسلح كخيار استراتيجي لا رجعة عنه، ونؤكد أن فلسطين غير خاضعة للمساومة أو التصفية أو المقايضة وستبقى من البحر إلى النهر وما زلنا نتمسك بهذا الهدف الاستراتيجي رغم كل العوائق حتى رحيل آخر صهيوني عن أرضنا. الجبهة التي قدمت أمينها العام الرفيق أبو علي مصطفى شهيدًا وكان الرد كما وعد أميننا العام، أن العين بالعين والسن بالسن فكان الوعد باغتيال الوزير الصهيوني زئيفي، وكنتيجة قدمت الجبهة رفيقها الأمين العام أحمد سعدات أسيرًا، وغيرهم الكثيرين من المطلوبين والملاحقين سواء من الاحتلال أو من السلطة، لكننا لن ننكسر أبدا ونكرر فنحن كطائر الفنيق ننهض من رمادنا، ونؤكد أن فلسطين ليست خاضعة للمساومة أو التفاوض أو التصفية، وفلسطين التي نريدها كما هي من نهرها لبحرها".
وتابع: "إنّ المقاومة حق مشروع ضد الاحتلال وخاصة فيما يمارسه الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا من اعتقالات واغتيالات وإخلاء وتدمير بشكل. فاليوم الاحتلال الصهيوني يُلاحق حتى المؤسسات المدنية التي تهتم بشؤون الأسرى (الضمير)، لجان المرأة والزراعة حيث أن الصهاينة لديهم رؤية واضحة عن مدى أهمية هذه المؤسسات في بناء مجتمع فلسطيني واعٍ بضرورة النضال والمقاومة، ومن هذا المقر اغتنم هذه الفرصة للتأكيد مجددًا على أن موقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كان دائمًا ضد الانقسام السياسي الداخلي الذي نعيشه في غزة والضفة الغربية، ونحيي إخواننا في حركة حماس بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيسها، حيث أضافت الحركة نقلة نوعية لغرفة العمليات المشتركة في غزة إلى جانب كتائب سرايا القدس وأبو علي مصطفى وكتائب شهداء الأقصى والمقاومة الوطنية وكافة القوى والتيارات المقاومة، حيث أنّ الغرفة المشتركة التي أظهرت مستوى عالٍ من التنسيق ضد تصعيدات الاحتلال في حي الشيخ جراح في عاصمتنا القدس، هي تأكيد لقناعتنا بأنه بالوحدة الوطنية الفلسطينية لجميع الفصائل الفلسطينية والمقاومة سننتصر".
وعلى صعيد السباق المحموم لمسلسل التطبيع العربي، قال: "بالنسبة لاتفاقيات التطبيع العربي "اتفاقيات إبراهيم" فهي خيانة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ودماء الشهداء والشعوب العربية التي قاتلت من أجل فلسطين، وأن هذه المحاولات والاتفاقيات هي اتفاقيات استسلام لصالح الإمبريالية الصهيوأمريكية في المنطقة، ولهذا أطلقنا في هذه الذكرى شعار جبهة عربية واحدة لمقاومة التطبيع والتسوية، حيث أصبح من الواضح اليوم أن محور المقاومة يسير على الطريق الصحيح لتجاوز العقبات التي تضعها الإمبريالية في طريق مشروعنا التحرري العربي والأممي".
وأردف بالقول: "الرفاق والرفيقات، ننقل أخلص تحيات قائدنا الأمين العام الأسير "أحمد سعدات" من سجن عوفر، حيث سلط الضوء على عمق العلاقة بين فلسطين وكوبا، بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والحزب الشيوعي الكوبي، والتي تقوم على مبدأ وحدة المصير، كما كانت كوبا وما زالت، جزيرة للحرية والأممية الغير مشروطة والغير محدودة مع قضيتنا، حيث أن كوبا وفرت لشعبنا آلاف المهنيين الذين يساهمون في المجتمع، مثل الأطباء والمهندسين وغيرهم. وجدد سعدات إدانة الحصار الأمريكي الجائر لكوبا وبكل ثقة، يؤكد أن مصير هذه الخطط الإمبريالية ستكون الفشل وأن الشعب الكوبي بقيادة حزبه الشيوعي سيلتزم بمبادئ الاشتراكية التي وضعها القائد فيدل كاسترو ويواصل إرثه في بناء مجتمع العدالة والحرية والكرامة.. رفاقي الأعزاء، من الواضح دور الولايات المتحدة في توجيه مخططات التآمر الخارجية والداخلية من أجل احتواء مقاومة واستقلال الشعب الكوبي وقيادته الحكيمة المتمثلة في الحزب الشيوعي الكوبي، لذلك فإن كوبا اليوم تحارب وباءين، وباء COVID-19 والوباء الإمبريالي المتمثل بالحصار الإجرامي الظالم، لكن كوبا أثبتت صمودها من خلال مثابرتها وعملها اليومي، مع نجاحها باحتواء الوباء حيث قامت بتصنيع أكثر من 5 لقاحات ضد COVID -19، وتطعيم أكثر من 90٪ من شعبها، أصبحت كوبا اليوم أكثر سيادة من ذي قبل، ونحن واثقون من انتصارها في المعارك القادمة، فنحن معكم في نفس الخندق، ونحن شركاء في النضال ضد الإمبريالية".
وأكمل: "العالم اليوم ينقسم إلى معسكرين، معسكر الأعداء بقيادة الإمبريالية الصهيو-أمريكية والرجعية العربية، والقسم الآخر من الأصدقاء، مكون من قوى عربية ودولية تقدمية، سوريا، إيران، المقاومة اللبنانية، روسيا، وفنزويلا ونيكاراغوا والصين. وكما تعلمون جميعاً اليوم أن الجمهورية العربية السورية استردت معظم أراضيها من أيدي الجماعات الإرهابية المدعومة من "اسرائيل" والولايات المتحدة، وهذا انتصار لمحور المقاومة، وأجدد موقفنا التضامني من نضال الشعب الشقيق في الجمهورية العربية الصحراوية، لبورتوريكو، وكذلك مع الشعب الأرجنتيني الشقيق لاستعادة سيادته على أراضيه في جزر مالفيناس المحتلة من قبل بريطانيا".
وفي ختام كلمته قال ممثل الجبهة: "حان الوقت لإنهاء كل أشكال الاستعمار في العالم، حيث اليوم في أمريكا اللاتينية، انتصرت القوى البوليفارية في فنزويلا في الانتخابات من خلال الحزب الاشتراكي الموحد الذي أظهر للعالم أجمع أن الكلمة الأخيرة هي كلمة الشعب، وكما قال القائد فيدل: "الجماهير هي محرك التاريخ وأولئك هم من يصنعون الثورات والعدالة الاجتماعية" فاليوم، تقول جماهير أمريكا اللاتينية كلمتها مرة أخرى، وأغتنم هذه الفرصة لأهنئ باسم قيادة الجبهة انتصار اليسار في بيرو على وصول الاستاذ بيدرو كاستيو للرئاسة، وفي هندوراس بفوزها الانتخابي الرئيس الجديد زيومارا كاسترو. أيها الرفاق أكرر الشعار الذي رفعناه بمناسبة هذه الذكرى "نحو جبهة عربية وعالمية لمقاومة تطبيع وتصفية القضية الفلسطينية"، فقتالنا مستمر حتى النصر دائمًا. عاشت كوبا، عاشت فلسطين، عاش التضامن بين شعوبنا".
وتخلل الحفل تكريم بعض الشخصيات منهم زوجة الرفيق الراحل موسى جابر "فيفيان جابر" ممثل الجبهة الشعبية السابق والذي توفي في كوبا بعد مسيرة نضالية حافلة حيث تم تسليهما درع يحمل صورة الرفيق الراحل، وتم تكريم أيضًا عائلة الرفيق الراحل عزمي الخواجا بتسليم حفيدته درع وتكريم كل من المناضل التشيلي كارلوس آيرس ومحمود مهنا بتسليمهم الكوفية الفلسطينية لدورهم في المعرض الفني الذي سلط الضوء على قضية الأسرى الفلسطينيين.
كما تخلل الاحتفال عرض فيديوهات وأفلام قصيرة عن أهم الأحداث والمحطات في تاريخ شعبنا الفلسطيني والجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين من انتاج الإعلام المركزي للجبهة وفقرات فنية ملتزمة وسط التفاعل اللافت للحضور وتوزيع بروشورات تحمل بوستر الانطلاقة مترجم للغة الإسبانية ونبذة تعريفيّة عن الجبهة الشعبيّة.