أبو علي حسن /ان الوعي تحول من وعي القضيه " الوطن " الى وعي واقع الانقسام والدوران في فلكه ..!!
مقالات
2019-02-17

من اخطر ما يواجهه الشعب الفلسطيني اليوم ان قياداته وفصائله وافراده ، يفكرون من داخل " الازمه " والاصح ازمة الانقسام ...!! اي من داخل محطة استثنائيه في حياة الشعب الفلسطيني .. وعليه فالتفكير والتأمل يتقوقع على مفردات الانقسام وتبعاته ..ربما هذا منطفي ارتباطا بمقولة ان الوعي هو انعكاس للواقع الموضوعي ..وبالتالي فإن التفكير هي حالة وعي مرتبطه بالواقع .. فأين الخطورة اذن في ذلك ...؟!
ان التفكير من داخل الازمه يعني أننا نفكر من خارج مفهوم الثوره والوطن والتحرير ومن خارج المشروع الوطني الاستراتيجي ، وبالتالي فإن الوعي تحول من وعي القضيه " الوطن " الى وعي واقع الانقسام والدوران في فلكه ..!!
ان التبدل في الواقع السياسي وتاليا الاجتماعي خلق وعيا مختلفا مزيفا ساهم في صناعته استراتيجيه المؤامرة الصهيوامريكيه وقد اطلق عليه العدو اصطلاح " كي الوعي الفلسطيني " وهذا لا يتم الا باحداث تغيير في الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي حتى يتشكل وعيا اخر يطابق الواقع الجديد .. وهذا ما عملت عليه الدوائر المعاديه .. كي تصبح اولويات الناس هي الافرازات الراهنه التي لا تنتمي الى الوعي الوطني وجذوره الاولى .. وتاليا يكون التفكير من داخل الازمة المستجده ومن داخل الاحباط وليس من داخل الامل ..!!!
ان صناعة الازمه واعادة انتاجها
هي من ابداعات الاستلاب للارادة الفلسطينيه واشغالها فيما هو اقل من اولويات الاستراتيجيه الوطنيه ..
وهنا ايضا تتوضح وظيفة الانقسام في حرف الوعي الفلسطيني وحرف مساره المنطقي في مواجهة الكيان الى مسار داخلي " أزموي "يغرق فيه كل الكيانات السياسيه والاجتماعيه والدوران في ذات المكان الازموي ...كما لو ان سيسيولوجيا الازمه قد استوطنت في داخل المجتمع الفلسطيني ..
ولعل جولات الحوار المتعدده واخرها موسكو ليست الا مفردة الوعي المزيف الذي لم يرى الوطن ولم يرى الشعب ولم يرى الثوره ...