داخلية غزة تتهم مخابرات السلطة بالوقوف خلف محاولة استهداف الحمدالله وأبو نعيم.. و"الوفاق" ترد
الفلسطينية
2018-04-29

وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم خلال مؤتمر صحفي عقدته الوزارة مساء اليوم السبت، أن "الأشخاص الذين نفذوا محاولة اغتيال أبو نعيم هم ذاتهم الذين فجروا موكب الحمد الله".
وأضاف البزم أن "تحقيقات تفجيرِ الموكب تقاطعت مع تحقيقاتِ محاولة اغتيال اللواء أبو نعيم، وتبينَ أن الأشخاصَ الذين استهدفوا الموكب هم ذاتُهم الذين نفذوا محاولةَ الاغتيال"، مُضيفًا أنه "بعد تحقيقات واسعة تم التعرف على أحمد صوافطة الملقب بأبو حمزة الأنصاري وهو الذي يقف وراء التفجيرات وهو من جهاز المخابرات في رام الله".
وتابع: "ثبتَ من خلال التحقيقاتِ أن العبواتِ التي تم استخدامُها في تفجيرِ موكبِ رئيس الوزراء تمت زراعتُها قبلَ ثمانيةِ أيامٍ من دخولِ الموكب، وتزويدِها بدوائرِ التفجيرِ قبلَ ثلاثةِ أيامٍ من التنفيذ، في حين لم نكن في وزارةِ الداخلية على علمٍ بموعد زيارة رئيس الوزراء لغزة، والتي أُبلغنا بها قبل 48 ساعةٍ فقط وهو ما يؤشرُ بأنّ المنفذين كانت لديهم معلوماتٌ دقيقةٌ ومسبقةٌ عن موعدِ الزيارة قبل علمِ وزارة الداخلية".
ولفت إلى أن التحقيقات أظهرت أن مديرَ المخابرات اللواء ماجد فرج قد استقل نفس السيارةِ مع رئيس الوزراء رامي الحمدالله، ولم يستقل سيارتَه الخاصة كالمُعتاد بالرغم من تواجُدها ضمنَ سيارات الموكب.
ومضى بالقول: "قام المنفذونُ بتفجيرِ العبوةِ بعد أن تجاوزتها سيارةُ رئيسِ الوزراء وبصحبته مديرُ المخابراتِ بمسافةٍ آمنة، وقد وقعَ التفجيرُ مقابل سيارةِ اللواء ماجد فرج التي تواجد بها مُرافقوه وسياراتِ المرافقةِ الأخرى".
وأضاف أنه "تبيّن أن الجهةَ التي تقف خلفَ العمليتين كان لها دورٌ في أعمالٍ تخريبيةٍ سابقةٍ في قطاع غزة وسيناء، تحت غطاء جماعاتٍ تكفيريةٍ متشددةٍ تعمل من خلال ما يعرف "بالمنبر الإعلامي الجهادي" وهو منتدى خاصٌّ (مقيدُ الدخول) على الإنترنت تم تأسيسُه عام 2011 بتوجيهٍ من جهاتٍ أمنيةٍ لاستقطاب بعض الشباب واستغلالِهم لتنفيذ أعمالٍ إجراميةٍ بغطاءٍ تكفيريٍّ في ساحاتٍ مختلفة"، مُؤكدًا أن التحقيقاتُ أثبتت أن مؤسسَ "المنبر الإعلامي الجهادي" ومديرُه هو شخصٌ يلقب بـ "أبو حمزة الأنصاري"، والذي من خلاله يتم إدارةُ الخلايا التخريبيةِ وتوجيهها وتبادلِ المعلوماتِ، والتحقيقات أظهرت أنه تم تجنيدُ الخلية التي نفذت محاولة اغتيال أبو نعيم وتفجير الموكب وربطها من خلال المنبر الإعلامي الجهادي.
وأردف البزم "بعد تحقيقاتٍ واسعةٍ ومعقدةٍ تم التعرفُ على هويةِ "أبو حمزة الأنصاري"، وهو المدعو/ أحمد فوزي سعيد صوافطة، من الضفةِ الغربية ويعملُ لصالحِ جهاز المخابراتِ العامةِ في رام الله بتعليماتِ الضابط حيدر كمال حمادة، وبإشراف العميد بهاء بعلوشة".
وأكد أن جهاز الأمنِ الداخلي في قطاع غزة تمكن من إلقاء القبضِ على المدعو شادي محمد زهد، الذي كان على ارتباطٍ مع المدعو أحمد فوزي سعيد صوافطة الملقب بـ (أبو حمزة الأنصاري)، بتاريخ 03/04/2018، وفي ذات اليوم قام الاحتلال بالتحفظِ على "صوافطة" حتى هذه اللحظة.
ولفت إلى أن التحقيقات أظهرت أن الخليةَ كانت تخططُ لاستهداف شخصياتٍ دولية تزور قطاعَ غزة، إلى جانبِ استهداف الوفدِ الأمنيِّ المصريِّ وقياداتٍ بارزةٍ في حركةِ حماس.
وأضاف "أثبت التحقيقات أن شخصياتٍ رفيعةَ المستوى في جهاز المخابراتِ العامة في رام الله هي المُحرّك والمُوجّه لخلايا تخريبيةٍ تعمل لضربِ الاستقرارِ الأمني في قطاع غزة".
من جهتها، أدانت حكومة الوفاق الوطني، ما "روجته حركة حماس حول محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج خلال الساعات الماضية".
ووصفت الحكومة ما قدمته حماس بأنه "ينتمي الى "صناعة التبرير" و"غسل النفس الاصطناعي والمسرحي" من المسؤولية عن جريمة محاولة الاغتيال وجريمة (إعدام المصالحة الوطنية) التي ارتكبتها حركة حماس".
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان صحفي، إن "المفاجأة فيما قدمته حماس هو اصرارها على الخروج السافر عن كل الخطوط، والأعراف الفلسطينية، وذلك عبر (التلفيق الملعون) الذي قدمته وأشارت خلاله الى ربط شعبنا الأصيل البطل ومؤسساته بالمجموعات الإرهابية في سيناء والعمل ضد جمهورية مصر العربية في محاولة (صبيانية) لضرب العلاقة مع الاشقاء في جمهورية مصر العربية ، عبر اختراع شخصية (أبو حمزة الأنصاري) الذي هو (احمد صوافطة) وتبين أنه عامل بسيط من مدينة طوباس اعتقل منذ سنوات في سجون الاحتلال على خلفية انتمائه الى الجهاد الاسلامي ولم ينتسب في حياته الى مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية".
وتابع المحمود: "وضمن ألاعيبها الصبيانية قدمت حماس ما أسمته كشف الغاز جريمة محاولة الاغتيال وأعلنت أن (الاكتشاف الكبير) يتمثل بوجود اللواء ماجد فرج في سيارة رئيس الوزراء حينما كانا في طريقهما الى غزة عند وقوع جريمة التفجير".
وشدد على "أسف الحكومة تجاه ما قدمته حركة حماس والمستوى الذي انحدرت اليه في العبث السافر بالحالة الوطنية وتعاملها اللامسؤول مع المصالح الوطنية العليا لأبناء شعبنا الصامد البطل".
وأكد أن "كل ما قدمته حماس من أكاذيب لا يكفي ليغطي جزءًا بسيطًا من الحقيقة الواضحة التي تدل دون ريب على تحمل حماس المسؤولية الكاملة عن جريمة محاولة الاغتيال وإعدام المصالحة الوطنية، والإثبات مرة أخرى أن الأطراف المتسلطة في الحركة والتي فعلت ما فعلته وقدمت ما قدمته عديمة المسؤولية وهي على استعداد للمقامرة بمصالح شعبنا وقضيتنا الوطنية".
وفي السياق، قال الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية في رام الله عدنان ضميري في بيانٍ له، أن "رواية حركة حماس المرتبكة في محاولة إعفاء نفسها من المسؤولية عن تفجير موكب رئيس الوزراء، ورئيس المخابرات العامة لم تأت بجديد سوى أكاذيب جديدة وإصرار على الانقسام، وأن محاولتها الحديث عن تحقيق لا يعدو كونه مسرحية رديئة التأليف والإخراج".
وأضاف أن "الرواية حول أحمد فوزي صوافطة الذي لقبته حماس بـ(الأنصاري) هو أسير سابق وحالي لدى الاحتلال متهم بالانتماء للجهاد الإسلامي وهو من سكان طوباس في الضفة الغربية، وليس له أي علاقة بالأمن الفلسطيني، وصوافطة مواطن بسيط".
وتابع بالقول: "تقول روايتهم أن التحضير وزرع العبوات استمر شهورا طويلة، وتؤكد المعلومات أن أبو خوصة المتهم الذي أُعدم بيد حماس كان يعمل في أحد شاليهات قائد حمساوي في شمال غزة"، مُضيفًا أن "محاولة زج المخابرات الفلسطينية في قضية الإرهاب في سيناء وغزة هي أكذوبة مكشوفة تحاول حماس من خلالها أظهر براءتها من إنفاق حماس في غزة لاستعطاف الاخوة في مصر في هذا الموضوع".
وأشار في بيانه، إلى أن "مسرحية المتهمين الذين قدمتهم حماس في شريط باهت يظهر أناقتهم وعدم الارتباك، ما يشير إلى مستوى الراحة لدى متهمين مزعومين لا يتلعثموا أو يخافوا من العواقب"، مُشددًا على أن "هروب حماس من مسؤوليتها في التفجير بربط منظمات إرهابية تعمل في سيناء بجهاز المخابرات هو استغباء مفضوح للناس، باعتبار نفسها وقادتها يمتلكون الحقيقة المطلقة، حيث أن الفترة بين محاولة اغتيال أبو نعيم وتفجير موكب رئيس الوزراء خمسة شهور قالت خلالها حماس أنها فكت لغز محاولة اغتيال أبو نعيم مسؤول أمن حماس الذي أكد سابقًا أنه قام بتأمين طريق موكب رئيس الوزراء ثلاث مرات".
كما وقال أن "محاولة زج اسم العميد بهاء بعلوشة الذي أعدمت حماس أطفاله الثلاث في العام 2006 هو محاولة إعدام جديدة لباقي أفراد الأسرة ليس له أساس من الصحة"، مُختتمًا بيانه بالقول: "لا زالت حماس وقيادتها التي تتباكى على غزة بدموع التماسيح تحكم غزة بالحديد والنار والأمر الواقع وتقطع كل الطرق المؤدية لوحدة الوطن وتزوج بأسماء العائلات الفلسطينية المناضلة في أتون الحرب الأهلية والعداء وتهديد السلم الأهلي".