الدكتور وسام الفقعاوي: نفتخر بشعب البحرين وهو ملهم للشعب العربي
الفلسطينية
2021-07-07

وقال الفقعاوي حول استشهاد الناشط السياسي نزار بنات والذي ارتقى بفعل الضرب الذي تعرض له اثناء اعتقاله، أن الذي الفعل الذي قامت به السلطة له علاقة مباشرة بطبيعة بنية السلطة والدور المحدد لها، أشار أن هذا الفعل بعيد كل البعد عن تقاليد الحياة السياسية الفلسطينية، وهو ما أدى بدوره لاستنكار الواسع واستهجان المستوى الذي وصلت له السلطة وهو اعلى درجة من درجات مصادرة الرأي الآخر، الأمر الذي بدوره جعل القوى المجتمعية الرافضة تبين انها لم تعد قادرة على تحمل ما وصلت له السلطة وللأسف قوبلت بذات القمع.
وشدد الفقعاوي على أنه من غير المقبول بل ومن المستهجن انه حتى هذه اللحظة لم يخرج أي تصريح ولم نسمع أي صوت لرأس السلطة الفلسطينية، سواء لمحاولة تخفيف حدة الاحتقان القائم عن طريق اعلان نتائج التحقيق وما جرى على الشهيد نزار بنات، بالأخص ان هذه الفعل وان كان غير مستغرب على السلطة كدور وظيفي رسمة اتفاق أوسلو، إلا انه ساهم في تغذية التناقضات الداخلية على حساب التناقض الرئيسي الذي قوته المقاومة في المعركة الأخيرة في مواجهة الاحتلال، كل ذلك جعل وجود السلطة التي رسم دورها اتفاق أوسلو وبعد انسداد وفشل مشاريع التسوية التي سارت فيها وما ارتكبته وترتكبه اليوم من أفعال جعل وجودها محل نقاش من القوى الوطنية لطرح البديل الوطني.
كما أشار الدكتور وسام في اطار حديثه لمسالة منظمة التحرير والتي اكد على كونها واحد من اهم الإنجازات التي حققتها الثورة الفلسطينية، وقد خاض شعبنا الفلسطيني البطل تحت رايتها العديد من معارك التحرر الوطني، ونوه إلى أنه ومنذ تأسيس المنظمة ومحاولات التفرد بقرارها والاستئثار به من القيادة المتنفذة مستمرة، وناضلت القوى الوطنية من اجل منع ذلك فانسحبت الجبهة الشعبية عام 1969 من المنظمة، ومن ثم شكلت جبهة الرفض في السبعينات بعد طرح برنامج النقاط العشر، وما زالت التحالفات التي تحاول منع الاستفراد بقرار المنظمة مستمرة، وما زال موضوع إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير وانهاء التفرد بالقرار مطروح على جدول اعمال الفصائل التي تتمسك بالمقاومة والتحرر الوطني.
وأضاف الفقعاوي أن هناك اكثر من رؤية لمنظمة التحرير البعض يراها كأداة أو وسيلة وعليه طالما كانت هذه الأداة أو الوسيلة تقربنا ل فلسطين سنبقى متمسكين بها، أما الرؤية الأخرى فتتمثل في من يرى أن منظمة التحرير استنفذت دورها واختزلت في السلطة وأصبحت تابعاً لها ويجب تأسيس بديل عنها، وامام هذين الرأيين يطرح على الساحة السياسية سؤال هل بإمكان الشعب الفلسطيني تحمل تبعات الغاء المنظمة التي مثلت نضال الشعب الفلسطيني وهي المسألة المطروحة أيضاً على جدول أعمال القوى الوطنية ومنها الجبهة الشعبية، واكد الفقعاوي أنه ما زال يرى في منظمة التحرير أداة وطنية تحررية مشيراً على أنه يجب ان يعاد لها الاعتبار ولمشروعها الوطني وان لا تبقى تحت سيطرة الفئة المتنفذة.
وتعرض الدكتور وسام في حديثه لعوام القوة لدى الشعب العربي مشيراً إلى أن أهمها يتمثل في إرادة المقاومة والتي اثبت الشعب العربي ومنه الشعب الفلسطيني طوال 73 عاماً من الصراع العربي الصهيوني أن لديه قدرة صمود ومواجهة تفوق القدرة العسكرية للأنظمة الرسمية العربية، وهو ما يثبت معه أن المقاومة ترتكز على الإرادة والصمود والرهان على عدم قدرة العدو على تدجين وكي الوعي العربي كما ثبت فشل محاولاته طوال العقود الماضية في معركة سيف القدس .
كما اكد الدكتور وسام أن الدور المرسوم للكيان الغاصب هو دور وظيفي مرتبط بالهيمنة الامريكية وفي اطار التحالف بينهما على كافة الأصعدة العسكرية والاقتصادية والتي تطمع لإبقاء الهيمنة الصهيو- أمريكية في المنطقة تنهب الثروات العربية وتخضع المنطقة وتضرب القوى الحية، لذلك فإن دفاع الشعب البحريني عن فلسطين هو في حقيقته دفاع عن ارض البحرين وشعبها وكذلك حال كل شعب عربي يواجه المشروع الصهيوني في المنطقة فهو بذلك يدافع عن حقه وكرامته واستقلاله وحقه في الحياة ومستقبل اجياله، فالمشروع الصهيوني جاء ليلغي الوجود العربي وهو ما لن يقدر عليه.
ونوه الدكتور وسام انه بالرغم من تراجع المد القومي بعد هزيمة حزيران 67 وتشكل أحزاب تحول بعضها لل قطر ية من حركة القوميين العرب وارتفاع مد الإسلام السياسي وبعدها التسويات التي مرت وادت لتراجع المد القومي، إلا أن المسألة القومية تبقى مسألة أساسية وهي بحاجة لنضال تراكمي فهي ليست مسألة متعلقة بالرغبات، وأن النضال على المستوى القطري يصب في الضرورة في مصلحة العام القومي، فالعناوين القطرية مثل الديمقراطية والاقتصاد والحريات مسائل أساسية وبحاجة لنضال جدي وحقيقي.
وأضاف الفقعاوي أننا للأسف في العامل العربي نعيش إما في ظل أنظمة دكتاتورية أو أنظمة وقت اتفاقات استسلام مع العدو أو أنظمة أخرى تعرضت لحالات موجهة من الخارج، ولكن في جميع الأحول يبقى النضال الداخلي على المستوى القطري مهماً بل قد يكون أولوية في المرحلة الحالية لإيجاد أنظمة وطنية في كل قطر عربي تكون المسألة القومية حاضرة لديه وترتبط اجندته بأولويات شعبه العربي.
وأكد الفقعاوي على انه لا يوجد تناقض بين المسألة القطرية والقومية فأي مكسب قطري يصب بالضرورة في مصلحة القومي، والحاجة ملحة لإعادة انتاج البعد القومي بارتباطه بهذه المسائل القطرية بالأخص بعد التطورات الأخيرة، والتي تفض علينا بالضرورة انتاج حركة قومية عربية تنطلق من المسألة الوطنية القطرية.
وفي الختام ابرق الدكتور وسام الفقعاوي باسمه واسم مجلة الهدف والشعب الفلسطيني البطل التحية والتقدير لشعبنا البحريني الذي لم يتخلى عن القضية الفلسطينية يوماً، واكد افتخار شعب فلسطين واعتزازاه بهذا الشعب، ووجه لشعب البحرين شباباً ونساءً وجميع أبنائه رسالة مفادها أنكم مصدر فخر واعتزاز لنا كفلسطينيين وانتم كذلك مصدر الهام للشعوب العربية المقاومة للاحتلال.