عبد العال من مهرجان "يوم الشهيد الشيوعي": نقول لعرب الصفقة الامريكية إن فلسطين ليست سلعة!
الفلسطينية
2018-06-24

نلتقي في حضرة عبقرية المكان الذي يعانق السماء لنحتفي بالبطولة.. وفي يوم الشهيد الشيوعي، الحديث هنا للمجد المقاوم للتلاحم الوطني للدم المشترك ومن قلعة شقيف، القلعة الشاهد على كل شهيد: حياتكم هنا لأن الكبرياء هنا... كرامتكم هنا لأن المقاومة هنا...
قاتلت ودافعت واستماتت هنا.. القوات المشتركة الفلسطينية اللبنانية كانت هنا.. "جمول" مرت من هنا! المقاومة الاسلامية مرت من هنا واليوم نحن هنا، فالمقاومة اللبنانية مقاومة الشعب اللبناني لازالت هنا!
في يوم الشهيد الشيوعي يحتشد الشهداء هنا، أتوا من كل حدب وصوب. رجال طروادة من السريّة الطلابية وكتيبة الجرمق، من فصائل وطنية ويسارية وقومية وتقدمية واسلامية متلاحمة في وحدة الدم من اللبناني والفلسطيني والسوري والكوردي واليمني والعراقي التركي والتونسي، لا طريق لهم غير الحرية ولا غاية غير فلسطين ولا طائفة لهم ولا جنسية.. هويتهم الاصلية والصريحة دنياهم ودينهم: هي المقاومة".
وتابع "نتذكر اليوم: 33 مقاوماً تصدوا لجيوش الغزاة في عام 1982 "لم يستسلم منهم أحد " قالها الضابط الصهيوني وأصيب المجرم (بيغن) بالاكتئاب.
ونهضت القلعة وعلى هذه الحجارة بكى جنود الاحتلال من ضربات رجال المقاومة الوطنية والاسلامية وتحولت الى " الجرح الاخضر" المفتوح كما سماها العدو.
تحررت يوم اعترف الارهابي شارون بقوله " لقد هزمتنا المقاومة" اندحروا وظلت هذه القلعة هنا تطارد الغزاة.
وما زالت أسطورة نضال منتصبة القامة، صداها يتوزع على كل الأمكنة تحكي لنا سيرة وأسرار هذه الارض وفي كتاب النبوة وقاموس الثورات وفقه المقاومة.. لأجل ذلك يبرعم الزهر فتية جدد هناك في رمال غزة ومدن الضفة وحواري القدس وميادين حيفا وفي مخيمات الشتات الفلسطيني... وما بدلوا تبديلاً.
خصبة هي الارض كالشهداء لا تشيخ! هم كالشجر قد يسقطها الريح ويبقى ظلها خالدا في المكان لكن لا ينحني ابداً.!
ومن دوّي صيحات الحرب تتردد سمفونيتها على مسمع جبل عامل وقمم جبل الشيخ وتصل الى جلالة جليل فلسطين. شاخصة مزهوة البطولة التي تتوالد في درس آخر يقول: المقاومة وليس ثمة طريق اخر.
الاعزاء:
وعدنا لكم الفكرة لن تسقط.. مهما كبرت الصفقة! والتي انتقلت من التسوية الوطنية الى التصفية النهائية.. الاجندة ان لا تظل فلسطين قضية العرب ولا تظل اسرائيل عدو العرب! ويريدون ان تكون المشكلة في المقاومة وليس بالاحتلال، خطتهم ان تكون كل التناقضات مفتوحة والصراعات مسموحة الا الصراع مع الاحتلال والهيمنة الامبريالية والتسلط الرجعي.. هذه حقيقة الخلطة العنصرية الصهيونية الجديدة.
كل من يعادي اسرائيل يصبح عدواً لأميركا، حتى او كان مجلس حقوق الانسان، الذي انسحبت منه الادارة الامريكية، وبعض امراء التطبيع يصرحون علنا ان اسرائيل لم تعد عدواً... هل هناك عهر سياسي أقبح من ذلك؟ هذه الاجندة الاسرائيلية بإمتياز..
خطر الصفقة
لان ما يرسم هو توطيد مشروع معادي يطال المنطقة بإسرها.. الخطر يطال الجميع تحت مسمى "حل اقليمي" او "تحالف اقليمي" يستعيد عصور استعمارية بائدة دفعت وستدفع فيه شعوب المنطقة الثمن الكبير:
ايها الرفاق والاخوة: اضحى واضحاً للجميع ان الخديعة كانت مفاوضات بدون حلول، والحقيقة اليوم انها الحل النهائي الاسم الاخر للتصفية النهائية، ولا حاجة حتى للمفاوضات! وتهدف الى القفز عن الحقوق الوطنية الفلسطينية لا دولة ولا حرية ولا استقلال، " محميات" في الضفة الغربية محمية " اقل من حكم ذاتي".
وغزة “محمية "اخرى وليست دولة! ولا القدس ولا عودة للاجئين. الادارة الامريكية ومن معها تريدنا ان نتذوق الوجبة المسمومة مقدماً! نقول لهم: خسئتم، الحرية لا تعرض بالمزاد وغير صالحة للبيع.. الحرية تنتزع ايها السادة، يعتقد واهماً من يسعى الى:
١- تجاوز التمثيل الفلسطيني لمواجهة الرفض الفلسطيني للمشاركة في اي مؤتمر أو لقاء أو التعاطي مع الخطة الامريكية.
٢- الاستقواء وبلغة التجارة من رصيد الأطراف العربية في الصفقة. للالتفاف على الرفض الفلسطيني الشامل للصفقة.
نقول لتجار السياسة وحكام الردّة، نقول لأميركا وعرب اميركا وعرب الصفقة الامريكية: أن فلسطين ليست سلعة و القضية ليست للبيع !
تنفعكم مغريات المال المسماة بـ"حزمة من الحوافز المادية الضخمة" الممنوحة من السعودية ودول خليجية أخرى. ويستخدموا للتهديد (فيكم وبلاكم رايحين) كله ضمن البيئة المناسبة عبر خطوات التطبيع المشبوهة واستنزاف الجسم الوطني بكل مواقع الرفض والمقاومة وغيرها من الوسائل لخفض منسوب المناعة الوطنية حتى يظل الصف منقسماً وجسداً مفككاً غير قادر على مواجهة صفقة القرن.
الرد المطلوب: لسنا ضعفاء، نحن اصحاب الحق، وشعب المعجزات وقضية عادلة، والرد يبدأ من الجذر السياسي، تصويب المسارات الخاطئة وتنفيذ كل ما اقر وطنياً بهذا الخصوص.
وحدها الارادة الفلسطينية قادرة تحت عنوان الوحدة الوطنية الشاملة ان تقدم رداً شاملاً يظال كل مستويات الصراع.. البناء والمقاومة..
- رسالة مسيرات العودة ، تأصيل الصراع التحرري والتناقض الرئيسي مع الاحتلال والمشاركة الشعبية موحدة و فاعلة واستعادة الثقة بوحدة كل مرتكزات المشروع الوطني الفلسطيني على اساس تحرري ووطني جامع.. من خلال مراجعة ورؤية للصراع.
- وحدة وطنية جامعة تنهي الشرذمة والانقسام و تستعيد الذات وطاقات الشعب في مقاومة شاملة واشتباك تاريخي مع الاستهداف الامبريالي الجديد للمنطقة..
- كوشنير وبعد ما فعلته ادارته في القدس وتقليص دعمه للأونروا ، يحضر لحل انساني لمشكلة غزة ، حل انساني مكان السياسي في معالجة ملف غزة... وتحول دون تحوّل "المؤقت" إلى "دائم". فك الحصار عن غزة وتنفيذ قرار رفع العقوبات فوراً وانهاء الانقسام المقيت والمميت واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وضد كل اشكال القمع مهما كانت هويته وزمانه.. هذا شعب عظيم وأكبر من الجميع.. علينا ان نرتقي الى عظمته ونكون بمستوى تضحياته..
- لبنان: من هنا من رمزية المكان الذي يجسد التلاحم اللبناني الفلسطيني، نطلق رساتنا :
- اسناد قضية اللاجئين ماذا اعدينا لليوم القادم ؟ لخطر صفقة القرن على اللاجئين. الذي نستشعر به ازاء تقليص دور الأونروا بل وتغيير وظيفتها كشاهد على قضية اللاجئين، مهمتنا حفظ الوجود بدل من تبديده.. وهذا يتم من خلال اجراءات لابد منها:
- اولا: حكومة لبنانية لا تعاند الواجبات الموضوعية والانسانية ازاء الوجود الفلسطيني في لبنان، بما يحفظ كرامتهم وحياتهم وحقهم في العودة.
- ثانياً: المبادرة العاجلة الى تفعيل العمل الفلسطيني الموحد في لبنان... ضمن وفاق وطني فلسطيني بروح الشراكة والمسؤولية الوطنية مضاعفات وتصدعات وتداعيات واستهدافات صفقة القرن... نبذ لغة الانقسام والاختلاف جائز لكن على اساس التناقض الرئيسي الان ضد مؤامرة القرن حتى نقاومها بقبضة واحدة مضمومة.
- ثالثاً: ومن رمزية قلعة شقيف الذي جسد وحدة المقاتلين ووحدة الدم... ندعو الى تعزيز الخطاب الوطني الفلسطيني الوحدوي ، ونحن ننحاز دائماً الى كل فعل ايجابي، لذلك رحبنا بإيجابية كلام الاخ اشرف دبور سفير دولة فلسطين في كلمته مؤخراً عن اهمية القيام بما يعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية ولحظ خصوصية شعبنا في لبنان وحساسية المرحلة. لدرء المخاطر.. كلام ايجابي وحدوي ويعزز البيئة الايجابية والتعاون الوثيق اللبناني الفلسطيني الذي يحفظ العدالة والكرامة والسيادة، والذي تمثل اخيراً بالتعاون لإزالة البوابات الإلكترونية عن مداخل مخيم عين الحلوة مثمنين لقائد وقيادة الجيش اللبناني هذا التفهم والقرار الصائب. لذلك علينا ان نمضي بثقة في ترسيخ العمل الوحدوي وللتصدي لمخاطر تدمير المناعة الوطنية. سننتقد ونشير ونحذر من اي ممارسة تخلق بيئة سلبية معاكسة ولغة استفزازية مملة، او تسعى لتسعير الخلافات بدل من اخمادها والاتهامات والتشكيك بدل تعزيز الثقة. رصيدنا الموقف المسؤول والمناسب وهنا تكمن المصداقية السياسية. إذا كان هناك يوجد سلطة او شبه سلطة لننقسم عليها، هنا واقع مخيمات شعبنا ولجوء عمره 70 سنة من الشقاء ومستقبل قضيتنا كلها تكفي لتدعونا بقوة لنتفق من اجلها! ما هو مشترك كبير يجمعنا، ويبدأ بمغادرة مربع الانقسام المدمر والاستقطاب والفرز والفئوية والذاتية وان نطلق اقصى فاعلية وطنية شعبية جامعة في لبنان بعمل سياسي موحد واتوجه الى الاخ السفير من موقع المحبة والمونة ليبادر نحو خطوة جامعة لتكن تحت مظلة السفارة الفلسطينية كما نعهدها المظلة الوطنية لما تمثله من شرعية ورمزية وجماعية وطنية.. وبميثاق مشترك ورؤية موحدة تجمعنا وتحمي الوجود والكرامة وحق العودة.
- ايها الاعزاء: اخيراً نؤكد لكم من قلعة الشهادة والنصر ، نحن معاً رفاق الحكيم وابو علي وغسان والقائد الاسير سعدات... وسنظل على درب الوفاء لرفاق فرج الله الحلو وجورج حاوي ومهدي عامل وشهداء جمول، نسير معاً في استراتيجية مواجهة موحدة ومقاومة شاملة ولننتصر لكل شهيد واسير وجريح وشريد وننتصر لوطننا و لقضيتنا وحريتنا.