حوار وشخصيات

كلمة الرفيق المناضل العربي “أبو بيرم ” “أيوب التونسي” في حفل تكريم له وللعديد من المناضلين التونسيين

ألقيت في حفل التكريم بتونس لمناسبة الذكرى 52 لانطلاقة الثورة الفلسطينية الذي أقامه التيار الشعبي لعدد من المقاومين التونسيين بصفوف الثورة الفلسطينية، ومنح ابو بيرم شرف إلقاء كلمة بالحفل من مخيم عين الحلوة ويشرفنا اعادة نشر الكلمة

سلام لأصحاب المبادرة الأوفياء

الداعين لهذا الحفل حفل الوفاء

سلام وشكر خاص لمن مكّنني بشرف الحضور معكم من مخيم عين الحلوة الفلسطيني جنوب لبنان 

اسمحوا لي في البداية أن أخص بالسلام الحاضرين الغائبين ،الحاضرين دوماً بوجداننا

الى الذين استشهدوا مع مختلف الفصائل الفلسطينية وبمختلف المراحل و المعارك التي خاضتها . الى الذين خلّدوا و نقشوا في الذاكرة و خططو بالدم الإسهام التونسي بالثورة الفلسطينية

شباب تخلّو عن أحلامهم و صداقاتهم و أ هلهم وشدّوا الرحال لعالم اخر .. لبّوا النداء لواجبٍ أسمى .. لم يبالوا بالحياة و سالت دمائهم و سقطوا شهداء فداء لقضية سامية مقدّسة .. شهداء مشاعر و ضياء بمسيرتهم العطرة لفدائهم لوطنيتهم ببذلهم بعظيم صنيع أعمالهم وتضحياتهم الطاهرة ،كوكبة من أبطال الوطن , قدّموا للحياة كل شيء ولم يطمعو ولم يأخذوا منها شيئاً

..سلام للشهداء الأحياء الحاضرين بهذا الحفل والغائبين منهم , سلامُ للمقاومين التونسيين بالصفوف الثورة الفلسطينية

للشهداء الذين شاءت الأقدار أن يبقوا أحياء لم تكن المقاومة بالنسبة لهم كلمة تقال أو شعار يرفع أو قصيدة أو أغنية نترنّم بها

لم تكن لهم لقباً للمفاخرة و المكابرة أو الإدّعاء , لم يكونوا كما هم اليوم تجّار شعارات وسماسرة آمال و طموحات , و مقاولي مقاومة بل كانوا الأمينين على الثوابت إذا أكّدوا فهم صادقين بأقوالهم و اذا هددوا و توعّدوا فعلو , لم تكن المقاومة بالنسبة لهم سياحة العهر السياسي , أو تشريفات بالفنادق ولا إمتيازات مادية ومعنوية ولا صفقات ومغانم من كعكه الوطن بل كانت بالنسبة لهم سلام في الميدان وقتال في الجبال والحواري والوديان و إشتباك مع العدو في كل مكان , بإختصار المقاومة كانت بالنسبة لهم إصابه و شهادة وقتال ومطاردة كانت أعلى درجات الفداء والتجرّد والعطاء

سلام للحضور الأوفياء

 ..سلام لمن حمل هذه القيم الأخلاقية الإنسانية التي باتت نادرة وشبه معدومة بعالم طغت عليه وحشية العلاقات والمصالح و المنافع

.الحضور الوفي

وفائكم هو بحر من الأخلاق و الصفات الحميدة لا غدر فيها ولا خيانة أمواجه نسيجها خيوط الإخلاص و الود والمحبّة وسفنه قلوب رست مشاعرها على الطهارة والبنية الإنسانية و المحافظه على العهود و البذل من أجل الأخرين . أنتم ككل بحر وفاء , بحرٌ لا حدود لعطائه , ترسو في مينائه سفن القلوب الطاهرة و العاشقه و المعطاءة

.سلام لكم وعليكم أيها الأوفياء

.سلام للوطن

.سلام لمن كان الدافع وبسببه كانت كل هذه التضحيات , سلام شوق وعشق لوطن عاش فينا رغم طول الغياب و بقينا له أوفياء

الوفاء كلمة بسيطه وحروفها قليلة لكنها لجمل معانيها عظيمة وكثيرة نعجز عن حصرها فهو هويتنا التي نحملها ونفتخر بها هو المكان الذي نلجأ اليه ونحس بالأمان هو الحضن الدافئ الذي يجمعنا معناً فوجب علينا أن نحميه وندافع عنه

.ونفديه بأرواحنا وأغلى ما نملك , ونعمل الكثير لبقائه آمناً صامداً

الحب الذي بداخله هو أمانة بأعناقنا لإخراجه من النفق المظلم بعد أن سادت المصالح الحزبية والفئوية وانعكست الصراعات الإقليمية و الدولية لا بد من تجنيب الوطن أن يتحول لصندوق بريد للقوة المتصارعه مثلما حدث ويحدث بفلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا فعلينا وضع حد لهذا الصراع المدمر وتحصين الوطن من فيروسيات تقسيمه وتفكيكه لمذاهب وشيعٍ سياسية وايديولوجيه عرقية ومذهبية وإلاّ فإن الحرب ستضع حد للإنسانية 

و هذا يتطلب استكمال الصراع لإستأصالها وإنقاذ الوطن من السوء وحمايته من كل شر والتخلص من شرور الأشرار

وأخيراً .. سلام خاص لضحايا الشهداء هؤلاء الضحايا الذين تركوا بعد استشهاد أولياء امورهم

والذين لم تتوقف معاناتهم بل تكبر مع كبرهم . نعم إنهم أرامل وابناء الشهداء الذين عانوا من عدم الحس بالمسؤولية تجاههم وانعدام الوفاء وفقدان البنية الإنسانية , انهم يتامى متروكين بدون أي إثبات لهويتهم يلجأون للهروب بإستخدام الهويات المزورة التي تجعلهم يقضون نصف أعمارهم بالسجون إضافة لحرمانهم بأبسط حقوقهم بالتعليم والعمل بل محرومين من الحياة وهذا ينطبق أيضاً على مقاومين فقدوا إثبات لهوياتهم ولم يتمكّنوا من الحصول عليها وبقوا أسرى هذا الوضع داخل المخيمات

استمرار وضعهم هو نتيجه الإدارة البرقراطية المجردة من أي حس بالمسؤولية تجاه هؤولاء الضحايا ورفض الإعتراف في حقّهم بالحياة إضافة لمسؤوليتنا جميعاً بالضغط لحل مشكلاتهم

الوجه الأخر لهذه المعاناه هو الحاجه والفقر المدقع والظروف القاسية التي عاشها ولا يزال أبناء الشهداء بتونس ولنا أمثله ساطعه بين الحضور ومنهم عائلة الشهيد عمّار الغول التي تركت لمصيرها بعد وفاته وصارعت ولا زالت تصارع من أجل الحفاظ على الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة المثال الأخر والحاضر بينكم , اليتيمة هدى إبنة الشهيد حبيب شرشور التي تعاني من الجوع الحقيقي والصارخ ولا من مجيب أو مستجيب

مع تقديري لهذا التكريم الا انه لا يعالج هذه المعاناة التي يجب متابعتها ومعالجتها للتخفيف من قسوتها بالمناسبة أقترحت منذ سنوات على أصدقاء بينكم إيجاد إطار جمعياتي للمقاومين التونسيّن بالثورة الفلسطينية و يكون من ضمن مهامه متابعه معاناة ضحايا الضحايا وسأعود بالإشارة لهذا الإطار لاحقاً . ولكن بحكم عدم وجود هذا الإطار فعلى الأحزاب والقوى الوطنبية والجميعات الأهلية تحمّل هذه المسؤولية والواجب الأخلاقي والانساني تجاه هؤلاء الضحايا

بالعودة للإطار الجمعياتي الجامع للمقاومين التونسين في صفوف الثورة الفلسطينية

الذي اقترحتها من سنوات على أصدقاء في تونس من ضمنهم عمار الغول قبل استشهاده

و زكي العبيدي وحسين الهمامي وآخرين

:تكمن أهمية هذا الإطار

أولاً : بالتوثيق وتأريخ اسهام وتجربة التونسيين بالثورة الفلسطينية وهذا حق وواجب للوطن والتاريخ من حق الوطن علينا توثيق تجربتنا للأجيال القادمة ونفخر بتأريخها كجزء من تاريخنا الوطني الذي لم يكن مجرّد حضور وقناعات إنما كان حضوراً فاعلاً ومأثراً بكل مجالات العمل المقاوم

ثانياً : متابعة والعمل على معالجة المشاكل والمعاناة التي ترتبت عن الإنخراط بصفوف الثورة الفلسطينيه

ثالثاً : اطاراً سيكون عنواناً عن صدق انتمائنا وترجمة قناعاتنا وسيبقى هذه الإقتراح مطروحاً برسم هؤلاء الأوفياء الحريصين على هذه التجربة وتوثيقها ومعالجة و مفاعيلها

رابعاً : العمل على استعادة جثامين الشهداء المنتشره من مقبرة الأرقام داخل الوطن المحتل الى بيروت وفرنسا

أخيراً وكما بدأت بسلامٍ للشهداء أنهيه بتحيّة لمشاعل النور على دروب التضحية والفداء

فهم الذين ستطروا ملاحم البطولة على دروب العزة والكرامة وبذلوا دمائهم الزكية لتروي تراب الوطن .تحيّة لروح عامر ضو جابر من جرجيس الذي تم اغتياله سنة 1978 بمنطقة الفكهاني حي الجامعه العربية في بيروت من أفراد من الأمن التونسي أسمائهم معروفه و كانوا بحماية جهاز أمن فلسطيني .تحيّة لروح طاهر بن محمد الورغمي من صفاقس وروح محمد الحبيب نصر بطلا عملية مطار أورلي الإستشهادية ب 20 مايو 1978 

التحيّة لروح الشهيد عبر القادر الجندوبي من جندوبة الذي استشهد بعملية بلدة ترشيحا داخل الوطن المحتل جانفي 1979 و لا تزال جثته بمقبرة الأرقام داخل الكيان الصهيوني 

التحية لروح الشهيد محمد صالح السالي الذي استشهد بغارة جويّة على أحد المقرّات بحي الفكهاني ببيروت جولية 1981 

التحيّة لروح الشهيدين حبيب عمر شرشور و محمد علي نويري الذين استشهدوا بمعارك التصدي للإجتياح الصهيوني للبنان جوان 1982

تحيّة لروح الشهيد عمران كيلاني مقدمي الذي استشهد كقائد لعملية نوعية في اصبع الجليل شمال فلسطين 

التحيّة لروح الشهيد ميلود بن ناجح أحد أبطال عملية الطياران الشراعي سنة 1988

التحيّة لروح الشهيد فيصل الحشاشي الذي استشهد في جنوب لبنان بعملية فدائية بشهر اوت 1993

التحية لروح الشهيد رياض بن الهاشمي بن جماعة الذي استشهد في عملية ببلدة الطيبة بشهر جانفي 1995 

التحيّة لروح الشهيد كمال بن سعودي بدري الذي استشهد بمنطقة سريرة ب جان في 1996

.وأخيراً تحية لوفاء الحضور ولدعوتكم و لتكريمكم و منحي شرف القاء كلمتي بحفلكم

زر الذهاب إلى الأعلى