قيادة اليمن الثورية ثابته على موقفها في الدفاع عن غزة رغم العدوان الأميركي البريطاني الأطلسي.
قيادة اليمن الثورية ثابته على موقفها في الدفاع عن غزة رغم العدوان الأميركي البريطاني الأطلسي.
العدوان العسكري الإمبريالي الأمريكي البريطاني على اليمن فجر يوم الجمعة 12 يناير باستهداف عدة مواقع عسكرية يمنية في خمس محافظات يمنية ( صنعاء ، صعدة ، تعز ، الحديدة وحجة )ب (73) غارة بمائة صاروخ كروز – توماهوك وغيرها وبطائرات حربية قاذفة ومسيّرة قاذفة، وبمشاركة عسكرية بريطانية مباشرة، بدعم وإسناد من كل من هولندا واستراليا وكندا والبحرين بزعم أنها قواعد لإطلاق وتخزين الصواريخ والمسيرات اليمنية التي تهدد الملاحة البحرية في البحر الأحمر وبحر العرب ، لن يفت في عضد القيادة الثورية في اليمن ، بل ستزيدها إصراراً على الاستمرار في موقفها الداعم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، عبر منع كافة السفن الإسرائيلية وبقية السفن من الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة وبخاصة ميناء إيلات” أم الرشراش” طالما استمر العدوان والحصار على قطاع غزة ، وأنها لن تتوقف عن اعتراض وضرب هذه السفن إلا بعد ضمان وقف الحصار وفتح المعابر لإيصال المساعدات الطبية والغذائية
ويبدو أن الإدارة الأمريكية المتغطرسة التي جرت ورائها حلفاً من عدة دول تحت مسمى ” تحالف الازدهار البحري” ، لم تتعلم من دروس هزائمها السابقة في أفغانستان والصومال ولبنان والعراق ، ولم تتعلم من دروس هزائمها على يد حركة أنصار الله على امتداد الفترة من عام 2015 وحتى عام 2023 ، عندما هزمت قيادة أنصار الله تحالف العدوان العربي المدعوم من أمريكا وبريطانيا وبقية الدول الغربية ، وأجبرته على القبول بالهدنة كخطوة على طريق حل الأزمة اليمنية.
وهذه الإدارة المتصهينة تتحدث بكل عنجهية إمبريالية، عن عدم مشروعية الفعل اليمني المقاوم ، في اعتراض السفن المتوجهة للكيان الصهيوني ، متجاهلةً حقيقة أن اليمن جزء أصيل من الوطن العربي والأمة العربية ، وأن من حقه وواجبه أن يشارك في الدفاع عن قطاع غزة في مواجهة العدوان الصهيوني ، الذي تشارك فيه وتقوده الإدارة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ، إذ كيف تسوغ هذه الدول الإمبريالية لنفسها أن تأتي من وراء البحار والمحيطات لدعم الكيان الصهيوني في عدوانه على قطاع غزة ، وتعمل على منع الأشقاء في اليمن وغيرهم من أقطار الوطن العربي من نصرة أشقائهم في غزة وفلسطين
لقد فات العدو الصهيو أميركي الأطلسي أن يدرك ، أن الشعب اليمني عصي على الهزيمة والانكسار ، وفاته أن يدرك أن اليمن أفشل كل محاولات الغزو الاستعمارية التي تحطمت على صخرة مقاومته العنيدة ، وأن هذا الشعب العروبي الأبي بقيادته الثورية قادر على رد الصاع صاعين على المحاولات الإمبريالية، التي تحاول النيل من دوره في نصرة فلسطين وبقية القضايا القومية .
ولا نبالغ إذ نقول أن الإدارة الأمريكية المتغطرسة ، التي نفذت العدوان الإجرامي على اليمن خدمةً للمصالح الإسرائيلية المتضررة، من هجمات أنصار الله على السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة ، وتكرارها العدوان مرة أخرى بضرب موقع عسكري قرب مطار صنعاء ، أدخلت نفسها في ورطة عسكرية واقتصادية وجيوسياسية ، لا سيما وأن القيادة اليمنية في هذه المواجهة ،ووفق تجربة حربها الدفاعية مع التحالف العربي المزعوم لا تأبه لأية خسائر في سبيل تحقيق الأهداف الاستراتيجية الوطنية ، وفي سبيل نصرة غزة وفلسطين وبقية القضايا العربية .
فاليمن رغم الحصار الظالم المفروض عليه منذ ثماني سنوات ، ورغم ما جره العدوان الرجعي الصهيوني الإمبريالي عليه ، من خراب وتدمير يكاد يقترب من الدمار الذي لحق بقطاع غزة ، على صعيد استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية والصحية والإنتاجية ، لم يتوان عن القيام بدوره في المشاركة الفعلية في معركة طوفان الأقصى ، ومن ثم فإن على الإدارة الأمريكية المتصهينة ، أن تأخذ تهديد قيادات حركة أنصار الله على محمل الجد والتي وردت على لسان أعضاء مكتبها السياسي ” عبد الله بن عامر وعلي القحوم ومحمد عبد السلام ،ووزير الدفاع اللواء الركن محمد العاطفي وغيرهم ،بأنها سترد على هذا العدوان بضرب واستهداف القواعد والمصالح الأمريكية والبريطانية والأطلسية بما في ذلك سفنها التجارية والحربية في كل من بحر العرب والبحر الأحمر .
فالقوات المسلحة اليمنية التي نفذت في العاشر من الشهر الجاري هجوماً منسقاً بالصواريخ والمسيرات على السفن الحربية الأمريكية والبريطانية ، رداً على استهداف طائرات هليكوبتر تابعة للبحرية الأمريكية لأربعة زوارق يمنية في نهاية شهر ديسمبر الماضي ، أسفر في حينه عن استشهاد عشرة من رجال البحرية اليمنية ، كشفت عن جسارة يمنية ثورية غير مسبوقة في ضرب سفن الأرمادا الأمريكية والبريطانية ، غير آبهة بميزان القوى العسكري في البحر الأحمر وبحر العرب .
ومن ثم فإن القيادة اليمنية، في إطار المواجهة المفتوحة مع قوى العدوان من أجل فلسطين وغزة ، بعد أن نفذت ما يزيد عن (27) هجوماً على السفن المتجهة للكيان الصهيوني قادرة على وضع حد لعسكرة البحر الأحمر ،من قبل القوات الأمريكية خدمةً للمصالح الاستعمارية وللكيان الصهيوني ، عبر استمرارها في ضرب السفن المتجهة للكيان الصهيوني ، واستعدادها لضرب السفن العسكرية والتجارية الأمريكية والبريطانية والغربية المشاركة في تحالف الازدهار المزعوم .
وإذا لم تستوعب الإدارة الأمريكية حقيقة التهديدات اليمنية ، فإنها – حسب تقدير العديد من المراقبين -ستفاجأ في لحظة سياسية محددة ، بإقدام القوات المسلحة اليمنية على إغلاق مضيق باب المندب لتجعل العالم كله يقف على قدم ونصف ، إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار ما يلي :
1 وفقاً لشركة ZIM ارتفعت أسعار التأمين على شحن البضائع ما بين 20 إلى 100 دولار للتأمين على كل حاوية، ورفعت شركة الشحن الألمانية Hapag-Lloyd رسوم التأمين لكل حاوية من موانئ البحر الأبيض المتوسط إلى ( الكيان الصهيوني) بمقدار 80 دولارًا ، ما سيزيد أسعار المنتجات والبضائع في إسرائيل، وارتفاعها إلى 2000 دولار لكل حاوية تصل إلى البحر الأبيض المتوسط .
2-أن نسبة عالية من التجارة العالمية تمر عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر ، وأن كلفة العمليات التجارية جراء تضرر حركة النقل في البحر الأحمر ارتفت بنسبة 137 في المائة وأن (12) شركة شحن رئيسية تقلت خط إبحارها عبر رأس الرجاء الصالح والمحيط الأطلسي ، حيث تستغرق فترة الإبحار ما يزيد عن (30) يوماً.
3- ” توقف الملاحة في قناة السويس والبحر الأحمر يكلف اقتصاد العالم كل أسبوع 10 مليار دولار بالحد الأدنى وفق التقديرات.
4- وبحسب منصة الحجز والدفع للشحن الدولي (فريتوس)، ارتفعت أسعار الشحن من آسيا إلى شمال أوروبا لأكثر من الضعف متجاوزة 4 آلاف دولار لكل حاوية بطول 12 مترا هذا الأسبوع، وزادت الأسعار من آسيا إلى البحر المتوسط إلى 5175 دولارا. ، وارتفعت أسعار الشحنات من آسيا إلى الساحل الشرقي لأميركا الشمالية بنسبة 55% لتصل 3900 دولار لكل حاوية بطول 12 مترا.
وأخيراً في ضوء إصرار حركة أنصار الله على الاستمرار في موقفها بشأن منع السفن المتوجهة للكيان الصهيوني من عبور مضيق باب المندب والبحر الأحمر ، واستعدادها للتصدي للعدوان الأنجلو أميركي ، والتأكيد على أنها سترد على هذا العدوان ، أشير إلى ما يلي :
1-أن حكومة صنعاء بقيادة حركة أنصار الله ، برهنت بموقفها المشارك في معركة طوفان الأقصى أنها قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب ، وأنها ليست نظام ميليشوي كما تردد بعض الدول الخليجية والغربية ، وأكدت بالدم أنها طرف أساسي في تحالف وحدة الساحات في إطار محور المقاومة.
2- أن حركة أنصار الله في ضوء مواقفها المعلنة وصدقية تصريحاتها ، جاهزة لضرب السفن الأمريكية والبريطانية في بحر الأحمر وبحر العرب ،بحكم إطلالة اليمن على مسافة 2500كيلو متر على هذين البحرين ، وقد تقبل على إغلاق مضيق باب المندب وتضع الاقتصاد العالمي كله في مأزق استراتيجي.
2- أن حركة أنصار الله التي ربطت وقف استهداف السفن المتوجهة بوقف الحصار عن قطاع غزة وبفتح المعابر ، شكلت عامل ضغط على الدول الغربية المتضررة التي تضررت مصالحها ،جراء تغيير السفن وناقلات النفط والحاويات خط سيرها باتجاه مضيق جبل طارق ، للضغط على الكيان الصهيوني لوقف عدوانه على قطاع غزة.
3- كشف العدوان الأنجلو أميركي على اليمن ، الهدف الرئيسي الذي روجه وزير الخارجية الأمريكي ” أنتوني بلينكن” في جولته الأخيرة في المنطقة ، بأن الإدارة الأمريكية لا تريد توسيع نطاق الحرب ، مستهدفاً إبقاء الصراع بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني المدعوم من أوسع نطاق غربي أطلسي ، حيث جاء العدوان على اليمن ليشكل محاولة بائسة لمنع اليمن من الاستمرار في دعم المقاومة في قطاع غزة ، وهذا التطور قد يدفع الأمور باتجاه حرب إقليمية ، يكون الخاسر الرئيسي فيها الولايات المتحدة وحلفائها والكيان الصهيوني.
عليان عليان. كاتب فلسطيني