الجبهة الشعبية: اندحار الجيش الصهيوني عن أجزاء كبيرة من الأراضي اللبنانية في الخامس والعشرين من أيار عام 2000 تحول استراتيجي في تاريخ الصراع العربي- الصهيوني
اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن اندحار جيش العدو الصهيوني عن أجزاء كبيرة من الأراضي اللبنانية المحتلة، في الخامس والعشرين من أيار عام 2000، يعتبر إنجازًا وانتصارًا نوعيًا وتاريخيًّا وتحولاًا إستراتيجياً في تاريخ الصراع العربي- الصهيوني، وتحقق بفضل صمود وتضحيات الشعب اللبناني الشقيق ومقاومته الباسلة التي انطلقت منذ اللحظات الأولى للاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982. تلك المقاومة التي قضَّت مضاجع الاحتلال، وألحقت به خسائر فادحة، وحطمت للأبد أسطورة (الجيش الذي لا يقهر)، وما زالت ذاكرة أهل بيروت تحتفظ بنداءات وتوسلات جيش العدو عبر مكبرات الصوت وهي تنادي في شوارع بيروت “يا أهل بيروت لا تطلقوا النار علينا نحن منسحبون”، وبالفعل اندحر جيش الاحتلال عن العاصمة بيروت خلال الأسابيع الأولى من احتلالها، لتكن تلك هي المرة الأولى التي يندحر فيها جيش الاحتلال عن أرضٍ عربيةٍ احتلها دون قيد او شرط.
وعبَّرت الجبهة عن أسمى مشاعر الوفاء والعرفان للشعب اللبناني المقاوم، الذي قدَّم ولا يزال التضحيات الجسام نصرةً لفلسطين وقضيتها، ودفاعًا عن أرضه ومقدراته وكرامته الوطنية التي تأبى الاستسلام، وقدَّم في سبيل تحقيق ذلك الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، وتحمَّل ولا يزال جرائم جيش الاحتلال، واستهدافه للشجر والبشر والحجر، بهدف فرض الهزيمة عليه والاستسلام، وثنيته عن دعم وإسناد الشعب الفلسطيني، وتوجهت الجبهة بالتحية إلى رفاق السلاح في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بكل أحزابها وفصائلها، التي كان لها شرف المبادرة إلى إطلاق الرصاصات الأولى. كما توجهت بالتحية والتقدير لإخوة الخندق في حركة أمل والمقاومة الإسلامية في لبنان، الذين كان لهم شرف مواصلة المقاومة وإدامتها وتطويرها وصولاً لتحرير أجزاء واسعة من الجنوب اللبناني، وتطهيرها من دنس الاحتلال في الخامس والعشرين من أيار عام 2000 .
كما تثمن الجبهة عاليًا قيام قوى المقاومة اللبنانية، والعديد من مكونات الشعب اللبناني وقواه المقاومة، لا سيما الإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية لدعمهم وإسنادهم شعبنا الفلسطيني المقاوم في قطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس في معركة (طوفان الأقصى)، من خلال اعتبار جبهة جنوب لبنان جبهة إسناد ودعم لشعبنا ومقاومته، واعتبار شهداء معركة (طوفان الأقصى) شهداء على طريق القدس .
كما أكَّدت الجبهة ان شعبنا الفلسطيني المقاوم ومعه كل شرفاء أمتنا، وأحرار العالم لن ينسى لشعب لبنان الشقيق وقواه المقاومة دعمهم وتضامنهم مع كفاح شعبنا لا سيما أهلنا في الجنوب اللبناني والبقاع الغربي على وجه الخصوص، وأبناء القرى الأمامية الذين تحملوا وما زالوا أبشع الجرائم الصهيونية، وأشرس حملة تدمير ممنهج للقرى والبلدات اللبنانية، وجرائم الاغتيالات التي تستهدف المدنيين الآمنين، من النساء والأطفال والشيوخ، وتدمير المنازل والبنى التحتية على رؤوس ساكنيها، بهدف كسر إرادتهم، وثنيهم عن مواصله دعمهم وإسنادهم لشعبنا.
وإذ تتقدم الجبهة، بأسمى مشاعر الحزن والوفاء لعوائل الشهداء، وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى، مؤكدةً أن النصر قادم لا محالة، وسنحتفل معًا على أرض فلسطين محررةً من دنس الاحتلال.
وختمت الجبهة، بتوجيه التهنئة والتبريك إلى لبنان الشقيق حكومةً وجيشًا وشعبًا، وإلى المقاومين الأبطال الصامدين في خنادق القتال ذودًا عن أرض لبنان وكرامته، ونصرةً لفلسطين وقضيتها العادلة.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
السبت 25 أيار 2024