استقلاب الفكرالمأزوم وصراط المقاومة
(بقلم د.علي سليمان)
في علوم العدو السياسة والسيطرة الاستيطانية للعقول،يعمل الاحتلال على توسيع أدوات التحكم السياسي قدر المستطاع ليصل لمرحلة الاستملاك باللاوعي حيث يلجأ العدو غالبا لاختبار الشعوب حتى يحصد النتائج التي يرغب بها , وان كانت النتائج منحرفة عن الغايات يحاول مقاربتها على مبدأ طريقة الاختيار المتعدد او بالطريقة الشعبية التي نحاول احيانا الاستعانة بها عندما نكون في حيرة من امرنا في اختيار الجواب او الأشياء، فنقول حجرة بقرة قلي ربي عد للعشرة.. وعندما يقع الرقم العاشر على احدى الخيارات يجب علينا انتقاءه بكل نزاهة، هكذا حاول الاحتلال اختيار طرق الابادة للفلسطيني، ولكن لم يكتفي في الابادة الجسدية او المادية، لان خيارات انهزامه اصبحت حقيقة يطرحها واقع فلسطيني تصنعه فئات تتخذ المقاومة اسلوب مواجهة ليس اكثر ولا اقل ، لذلك حاول العدو الصهيوني ان يختار جميع طرق الابادة حتى بات يضع الرقم العاشر على الخيار الذي يحققق غاياته اكثر والمقصود انه حتى بطريقة الاحتلال والارهاب لم يعد نزيه، نزيه!؟!؟.. نعم عندما يقاتل العدو اصحاب الأرض يحاول دائما السعي لتكون الاساليب المستخدمة ضمن اطار واعتبارات لاتضعه في موقف الاحراج وبذات الوقت يجبر الطرف الاخر ان يقدم فلسفة اعتذارية عن تداعيات احراج العدو(واقصد بالفلسفة الاعتذارية بالمفهوم الذي ترسمه فئة ترتبط مصالحها بوجود الاحتلال وهم ذاتهم أصحاب أيديولوجيا اللاعنف وبالتالي يقوموا بالاعتذارللعدو عن كل موقف او محطة تسعى لتحقيق طموحاتها بالتحرير والعودة) , وبذلك يكون قد استطاع المحتل ان يغزو عقل صاحب الارض ويحقق خيار الابادة المعنوية، الابادة المعنوية التي هي اشد فتكا وضررا وخرابا وانتهاكا لتاريخ وجغرافيا وعادات وتقاليد وحاضر ومستقبل القضية الفلسطينية، وكم من مشاهد معلنة للفلسفة الاعتذارية المغلفة بورق السولفان قدمت للعدو،وما يجب تذكره دائما ان الاحتلال عندما يشعر بهزيمته يحاول ان يبتعد عن النزاهة التي صورها في عقول الفئة الضالة وبالتالي يكون قد نجح في سحق كل الاعتبارات الوطنية لدى هذه الفئة، و يستمر بالتزامه في استخدام الطريقة الشعبية ولكن بلغته الارهابية وباولويات تدعم استراتيجية القتل المعنوي لمقومات الوجود الفلسطيني.
الاحتلال مثلا عندما يسعى لابادة الفلسطيني في قطاع غزة بطريقة القتل المادي او الجسدي يتجه لابادة الفلسطيني ذاته في الشتات بتجريده من كل مفاهيم المقاومة واعتناق مبادئ الفلسفة الاعتذارية، يعني ان ابادة الفلسطيني في غزة.. تختلف تماما عن صبغة ابادة الفلسطيني في ايا مكان اخر.. الهدف واحد و المهمة واحدة؛ الفلسطيني يجب ان يباد اينما وجد وكيفما كانت توجهاته هذه رؤية صهيونية عربانية
نستطيع القول ان الإبادة بكل معانيها وشروطها هي ثقافة الاحتلال التي تبناها في سبيل التدمير المنهجي والتطهير العرقي ليثبت للتاريخ والعالم انه الأقوى ويرسخ صورة الدراكولا الذي لا يستطيع ان يقف امامه احد في سبيل استكمال مشروعه الاستيطاني ولو كلفه ذلك استخدام كل أنواع الاجرام .
اذا لابد من التوجه لعدة اليات و تحديد أساليب مواجهة مماثلة وموازية لاساليب القابض على البندقية والخروج من طريقة النجاة في حلقة النار التي ولدتها اتفاقيات ومعاهدات استسلامية معادية للإنسانية قبل ان تكون معادية للقضية بحد ذاتها.
كما ذكرت ان الإبادة المعنوية لها مرجعياتها وتبعياتها ولم تاتي عن عبث وتستخدم العديد من الأساليب , فمثلا عندما يستخدم العدو دبابة الميركافاه لتحطيم عظام الطفل رعبا وحذرامن ان يكبر الطفل وتكبر معه ذاكرته وينمو الثأر اكثر ,يستخدم قنوات إعلامية تهدف الى تحفيز حالة الشك بنتائج خيار المقاومة حتى لا يمتد هذا الخط ولايتبناه اهله, وبالتالي حاول ان يتحكم في طرح مفاهيم تخدم استمرار مصالحه وبناء كيانه المؤقت على حساب تاريخ شعب بأكمله,لذلك حاول الاحتلال منذ تأسيس كيانه على اختراق جداريه الفكر لدى الشعب ,ولكن تدرج هذا الاختراق كان بسبب المعرفة النسبية وحالة الوعي المشتتة بعض الشيء نحو اتجاهات فكرية وسياسية مختلفة .
اما ان نقاوم او ننتظر الإبادة …