منظمة الشبيبة تقيم ندوة حوارية فكرية بعنوان “تأثير الحراك الطلابي والشبابي في أوروبا وآليات مناصرته”
بدعوة من منظمة الشبيبة الفلسطينية في سورية، نظمت قيادة سكرتاريا فرع سورية ندوة حوارية فكرية الأمس عبر تطبيق Google Meet بعنوان “تأثير الحراك الطلابي والشبابي في أوروبا وآليات مناصرته”. شارك في الندوة نخبة من الطلبة الجامعيين والصحفيين، إضافة إلى عدد من الحقوقيين والناشطين اليساريين من مختلف الدول والمنظمات الطلابية والشبابية والأحزاب اليسارية، وهم أعضاء قيادة فرع سورية لمنظمة الشبيبة الفلسطينية الرفاق المحامي حازم عباس، الصحفي محمد منصور، محمد حمد، خالد مصطفى، الرفاق من جمهورية مصر العربية أعضاء حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، الصحفي والمنسق العام لمكتب الشباب والطلاب الرفيق محمود هاشم، الرفيقة المحامية سارة حمدي، والرفيقة ندى محسن، عضو المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، الرفيقة السالكة الكتيف، عضو شبيبة حزب الشعب الفلسطيني الرفيقة ن. ر، الناشطة اليسارية والصحفية اللبنانية الرفيقة كاترين ضاهر.
افتتحت الندوة بمناقشة دور الطلاب والشباب كميدان مقاومة، حيث يمثل هذا الجيل قاعدة حيوية للنضال الفلسطيني، من خلال النشاطات والفعاليات المؤثرة، التي تمكن الطلاب والشباب من أن يكونوا جزءاً أساسياً من المقاومة، خاصة بعد أن شهدت أوروبا عقب طوفان الأقصى العديد من الفعاليات الطلابية تضامناً مع الفلسطينيين، مثل التظاهرات وندوات التوعية والمعارض الفنية التي تبرز معاناة الشعب الفلسطيني، مما أسهم في إبراز القضية على الساحة الدولية، تطرق النقاش أيضاً إلى كيفية تغيير تواجد اللاجئين الفلسطينيين لمسار الخطاب السياسي في أوروبا ودورهم في رفع الوعي بالقضية الفلسطينية، حيث أسهم اللاجئون الذين حملوا معهم الرواية الفلسطينية إلى أوروبا، بشكل كبير في تغيير بعض المواقف الحكومية الأوروبية من خلال مشاركتهم الفعالة في النقاشات العامة ونقل تجاربهم الشخصية في الجامعات وأسواق العمل، مما عزز دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
أما عن كيفية انتقال الحراك الطلابي والشبابي من أمريكا إلى أوروبا، ودور الطلبة في هذا التحول الذي يمثل فصلاً جديداً في التاريخ. استفادت الجامعات الأوروبية من تجارب الحركات الطلابية الأمريكية في دعم القضية الفلسطينية، مما ساهم في تعزيز الحراك الطلابي والشبابي، وفي هذا الصدد استعرض المشاركون مظاهر الحراك في أوروبا وأثرها على المجتمع الأوروبي، من تنظيم مسيرات ضخمة وإقامة فعاليات ثقافية وفنية، إلى حملات مقاطعة للشركات الداعمة للاحتلال، مما جذب انتباه وسائل الإعلام وكوّن رأي عام مؤيداً للفلسطينيين.
نوقشت تباعاً محاور حول كيفية تأثير الحراك على الشارع الأوروبي، وما أحدثه من تغييرات بزيادة الوعي بالقضية الفلسطينية وخلق ضغوط سياسية على الحكومات الأوروبية لإعادة النظر في علاقاتها مع الاحتلال، وصولاً إلى تحركات برلمانية تطالب بالاعتراف بدولة فلسطين، وسحب الاستثمارات وتوقيف تصدير الأسلحة، وبالانتقال إلى كيفية دعم الحراك عبر الإعلام وتحشيد الرأي العام، تم تسليط الضوء على دور الإعلام البديل ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر الحقائق والمعلومات حول القضية الفلسطينية، وتعزيز الحضور الفلسطيني في الإعلام الأوروبي، لصالح فلسطين، موضحة كيفية استخدام المنصات الإعلامية غير التقليدية للوصول إلى جمهور أوسع ونشر الرواية الفلسطينية. كما نوقش تأثير وسائل التواصل الاجتماعي كسلاح فعال ضد الشركات الداعمة للاحتلال وكوسيلة لدعم الحراك الطلابي والشبابي، مشيرين إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة قوية في نشر الدعوات للمقاطعة وتنظيم الفعاليات، مما يعزز من تأثير الحملات ويزيد من الضغط على الشركات الداعمة للاحتلال.
واستكمالاً لما سبق جرى تحليل نتائج المقاطعة وأهمية استمرارها بعد انتهاء الحرب، مشيرين إلى نجاح حملات المقاطعة في فرض ضغوط اقتصادية على الشركات الداعمة للاحتلال، حيث أكد المشاركون على ضرورة مواصلة هذه الجهود واعتبارها جزء من النظام الداخلي وهدفاً من أهداف أي منظمة أو حزب، لتحقيق مزيد من النجاحات من خلال التعاون الدولي وتنظيم فعاليات توعوية مستمرة.
وبالحديث عن أسباب تفاعل بعض الدول إيجاباً مع الحراك، بحثت الندوة تغييرات الخطابات السياسية، واعتراف بعض الدول بدولة فلسطين، مستثمرة الضغوط الشعبية والإعلامية المتزايدة لتعزيز الدعم السياسي والاقتصادي للقضية الفلسطينية إضافة إلى استعراض البيئة التي تتحرك فيها الفعاليات الطلابية والشبابية، والعوامل التي تؤثر على تصاعد حركة التضامن وتماسكها، والتحديات التي تواجهها مثل القيود القانونية في أوروبا، وكيفية تجاوزها بالتعاون والتنسيق بين المنظمات المختلفة، أيضاً تم تسليط الضوء على دور الحراك الشبابي والطلابي في خلق أشكال جديدة من المقاومة، ودور التخصصات المختلفة مثل الإعلام والأطباء والمحامين في تعزيز الحراك، مؤكداً أن المقاومة لا تقتصر على العمل العسكري فقط بل تمتد لتشمل النشاطات الثقافية والإعلامية والتوعوية التي تلعب دوراً كبيراً في إبراز الحقائق وتغيير المواقف.
ختاماً، قدم الرفاق من الضفة الغربية استعراضاً لأهم الأحداث ومجريات الأوضاع في الضفة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتقال وقتل كل يوم، إضافة إلى الصعوبات التي تواجههم في تنظيم الفعاليات المختلفة، لينتهي جدول أعمال الندوة برفع التوصيات لإجراء سلسلة من الندوات ذات المواضيع الطلابية والشبابية لزيادة تبادل الخبرات والكفاءات بين المنظمات، إيماناً منهم بأن ميدان الطلاب والشباب المليء بالفكر والوعي، أشد على الاحتلال من رشقة صاروخية، لأن لواء الوعي لا حدود له ويمكن له الانتقال بشكل سريع دون سيطرة عليه.