يا أسودَ البرِّ عصفاً كالرِّياح
أشعلي شمساً أَطلَّتْ مِنْ جِراحي
إنَّني أهـرقـتُ رُوحـيْ ثَـائِـراً
ودَمِي يغزلُ خيطـاً في صَباحِي
إنَّ خَلْـفَ الشَّمسِ ليلاً زَائِـلاً
فاشْربيْ النَّصر كؤوساً مِنْ سلاحي
********************
مِـنْ قَديـمِ العَـهــدِ أُمِّـي وأبي
أَشْعلُوا لِيْ مِنْ دَمي نارَ الكفاحِ
فَورَدْتُ الموتَ أَلهوْ في الوغَى
وورِثـتُ المـجــدَ طعناً بالرِّمـاحِ
لا يهـابُ الحـرُّ جـرحــاً مـا جَـرى
إنَّ عينَ الفجرِ تَرنُو مِنْ وِشاحي
********************
كَمْ تَوالى الصَّبرُ مُرَّاً في الرَّدى
واستمالَ العَيْنَ دَمعاً ملءُ راحي
واستباحَ اللَّحدُ مِسكاً قد رَوى
تربـةَ الأبـرارِ مفتُونـاً بِسَاحـي
فاذكريني شـوقَ وردٍ للنَّدى
واخلعيني مِنْ صميمي في الأضاحي
يا خُيوطَ الشَّمسِ شُدِّي كيْ أرى
حبَّـةَ اللَّيمونِ تَلهُـوْ في مَراحِـي
واجلديني مِلءَ عِشْقي وَ اسْمعِيْ
صرخةَ الأحرارِ تَدويْ في بِطاحِي
لا يُـلامُ الـزَّهـــرُ إنْ عـافَ الـثَّـرى
فَمِـدادُ المسـكِ أشهـى للأقاحي
قدْ رَمانِي الشِّعر’ طيراً في الوَرى
فكسَوْتُ المجدَ ريشاً مِنْ جناحي
********************
“نظم: خالد جميل عوض”